قال فتأبيت وألح على وجاء الخادم بالسكاكين فقطعوا بطيخة فجعلوا يحشونها في فمي وأنا أصرخ وأضطرب وأنا مع ذلك أبلع وأنا أريه أنى بكره أفعل ذلك وألطم رأسي وأصيح وهو يضحك فلما فرغت تحول إلى بيت آخر ودعا الفراشين فحملوا فرش ذلك البيت إلى منزلي ثم عاودني في فرش ذلك البيت في بطيخة أخرى ثم فعل كفعله الأول وأعطاني فرش البيت حتى أعطاني فرش ثلاثة أبيات وأطعمني ثلاث بطيخات قال وحسنت والله حالي واشتد ظهري قال وكان منصور بن المهدى يريه أنه ينصح له فجاء وقد قام محمد يتوضأ وعلمت أن محمدا سيعفيني بشر ندامة على ما خرج من يديه فأقبل على منصور ومحمد غائب عن المجلس وقد بلغه الخبر فقال يا ابن الفاعلة تخدع أمير المؤمنين فتأخذ متاعه والله لقد هممت أفعل وأفعل فقلت يا سيدي قد كان ذاك وكان السبب فيه كذا وكذا فان أحببت أن تقتلني فتأثم فشأنك وإن تفضلت فأهل لذلك أنت ولست أعود قال فإني أتفضل عليك قال وجاء محمد فقال افرشوا لنا على تلك البركة ففرشوا له عليها فجلس وجلسنا وهى مملوءة ماء فقال يا عم اشتهيت أن أصنع شيئا أرمى بعبيد الله إلى البركة وتضحك منه قال يا سيدي إن فعلت هذا قتلته لشدة برد الماء وبرد يومنا هذا ولكني أدلك على شئ خيرت به طيب قال ما هو قال تأمر به يشد في تخت ويطرح على باب المتوضأ ولا يأتي باب المتوضأ أحد إلا بال على رأسه قال طيب والله ثم أتى بتخت فأمر فشددت فيه ثم أمر فحملت وألقيت على باب المتوضأ وجاء الخدم فأرخوا الرباط عنى وأقبلوا يرونه أنهم يبولون على وأنا أصرخ فمكث بذلك ما شاء الله وهو يضحك ثم أمر بي فحللت وأريته أنى تنظفت وأبدلت ثيابي وجاوزت عليه * وذكر عن عبد الله بن العباس بن الفضل بن الربيع عن أبيه وكان حاجب المخلوع قال كنت قائما على رأسه فأتى بغداء فتغدى وحده وأكل أكلا عجيبا وكان يوما يعد للخلفاء قبله على هيئة ما كان يهيأ لكل واحد منهم يأكل من كل طعام ثم يؤتى بطعامه قال فأكل حتى فرغ ثم رفع رأسه إلى أبى العنبر خادم كان لامه فقال اذهب (8 - 7)
(١١٣)