يجب ثوابه على ربك ثم على من قمت بالحق فيه من أهل إمامتك فان أعجزك قول أو فعل فصر إلى الدار التي تأمن فيها على نفسك وتحكم فيها برأيك وتجاوز إلى من يحسن تقبلا لصالح فعلك ويكون مرجعك إلى عقدك وأموالك ولك بذلك الله وكفى بالله وكيلا وإن تعذر ذلك بقية على نفسك فإمساكا بيدك وقولا بحق ما لم نخف وقوعه بكرهك فلعل مقتديا بك ومغتبطا بنهيك ثم أعلمني رأيك أعرفه إن شاء الله قال فأتى على بالكتاب إلى محمد فشب أهل النكث من الكفاة من تلهيبه وأوقدوا نيرانه وأعان على ذلك حميا قدرته وتساقط طبيعته ورد الرأي إلى الفضل بن الربيع لقيامه كان بمكانفته وكانت كتب ذي الرئاستين ترد إلى الدسيس الذي كان يشاوره في أمره ان أبى القوم إلا عزمة الخلاف فالطف لان يجعلوا أمره لعلي بن عيسى وإنما خص ذو الرئاستين عليا بذلك لسوء أثره في أهل خراسان واجتماع رأيهم على ما كرهه وإن العامة قائلة بحربه فشاور الفضل الدسيس الذي كان يشاوره فقال علي بن عيسى وإن فعل فلم ترمهم بمثله في بعد صومه وسخاوة نفسه ومكانه في بلاد خراسان في طول ولايته وكثرة صنائعه فيهم ثم هو شيخ الدعوة وبقية أهل المشايعة فأجمعوا على توحيه على فكان من توجيهه ما كان وكان يجتمع للمأمون بتوجيه على جندان أجناده الذين يحاربه بهم والعامة من أهل خراسان حزب عليه لسوء أثره فيهم وذلك رأى يكثر الاخطار به إلا في صدور رجال ضعاف الرأي بحال على في نفسه وما تقدم له ولسلفه فكان ما كان من أمره ومقتله * وذكر سهل أن عمرو بن حفص مولى محمد قال دخلت على محمد في جوف الليل وكنت من خاصته أصل إليه حيث لا يصل إليه أحد من مواليه وحشمه فوجدته والشمع بين يديه وهو يفكر فسلمت عليه فلم يردد على فعلمت أنه في تدبير بعض أموره فلم أزل واقفا على رأسه حتى مضى أكثر الليل ثم رفع رأسه إلى فقال أحضرني عبد الله بن خازم فمضيت إلى عبد الله فأحضرته فلم يزل في مناظرته حتى انقضى الليل فسمعت عبد الله وهو يقول أنشدك الله يا أمير المؤمنين أن تكون أول الخلفاء نكث عهده ونقض ميثاقه
(١٠)