الشط يصيد السمك فقال للذي أخبره ويلك دعني فان كوثرا قد اصطاد سمكتين وأنا ما اصطدت شيئا بعد قال وكان بعض الحسد لطاهر يقول إن عليا يعلو عليه وقال متى يقوم طاهر لحرب على مع كثرة جيشه وطاعة أهل خراسان له فلما قتل على تضاءل وقال والله لو لقيه طاهر وحده لقاتله في جيشه حتى يغلب أو يقتل دونه وقال رجل من أصحاب على له بأس ونجدة في قتل على لقينا الليث مفترسا لديه * وكنا ما ينهنهنا اللقاء نخوض الموت والغمرات قدما * إذا ما كر ليس به خفاء فضعضع ركبنا لما التقينا * وراح الموت وانكشف الغطاء وأردى كبشنا والرأس منا * كأن بكفه كان القضاء ولما انتهى الخبر بقتل علي بن عيسى إلى محمد والفضل بعث إلى نوفل خادم المأمون وكان وكيل المأمون ببغداد وخازنه وقيمه في أهله وولده وضياعه وأمواله عن لسان محمد فأخذ منه الألف ألف درهم التي كان الرشيد وصل بها المأمون وقبض ضياعه وغلاته بالسواد وولى عليها عمالا من قبله ووجه عبد الرحمن الأنباري بالقوة والعدة فنزل همدان * وذكر بعض من سمع عبد الله بن خازم عند ذلك يقول يريد محمد إزالة الجبال وفل العساكر بتدبيره والمنكوس من تظهيره هيهات والله كما قال الأول * قد ضيع الله ذودا أنت راعيها * ولما بايع محمد لابنه موسى ووجه علي بن عيسى قال شاعر من أهل بغداد في ذلك لما رأى تشاغل محمد بلهوه وبطالته وتخليته عن تدبير على والفضل بن الربيع أضاع الخلافة غش الوزير * وفسق الامام وجهل المشير ففضل وزير وبكر مشير * يريدان ما فيه حتف الأمير وما ذاك إلا طريق غرور * وشر المسالك طرق الغرور لواط الخليفة أعجوبة * وأعجب منه خلاق الوزير فهذا يدوس وهذا يداس * كذاك لعمري اختلاف الأمور فلو يستعينان هذا بذاك * لكانا بعرضة أمر ستير
(٧)