ولكن ذا لج في كوثر * ولم يشف هذا دعاس الحمير فشنع فعلاهما منهما * وصارا خلافا كبول البعير وأعجب من ذا وذا أننا * نبايع للطفل فينا الصغير ومن ليس يحسن غسل استه * ولم يخل متنه من حجر ظير وما ذاك إلا بفضل وبكر * يريدان نقض الكتاب المنير وهذان لولا انقلاب الزمان * أفى العير هذان أم في النفير ولكنها قنن كالجبال * ترفع فيها الوضيع الحقير فصبرا ففي الصبر خير كبير * وإن كان قد ضاق صبر الصبور فيارب فاقبضهما عاجلا * إليك وأورد عذاب السعير ونكل بفضل وأشياعه * وصلبهم حول هذى الجسور وذكر أن محمدا لما بعث إلى المأمون في البيعة لابنه موسى ووجه الرسل إليه في ذلك كتب المأمون جواب كتابه (أما بعد) فقد انتهى إلى كتاب أمير المؤمنين منكرا لآبائي منزلة تهضمني بها وأرادني على خلاف ما يعلم من الحق فيها ولعمري أن أورد أمير المؤمنين موارد النصفة فلم يطالب إلا بها ولم يوجب نكرة تركها لانبسطت بالحجة مطالع مقالته ولكنت محجوجا بمفارقة ما يوجب من طاعته فأما وأنا مذعن بها وهو على ترك إعمالها فأولى به أن يدير الحق في أمره ثم يأخذ به ويعطى من نفسه فان صرت إلى الحق فرغت عن قلبه وإن أبيت الحق قام بمعذرته وأما ما وعد من بر طاعته وأوعد من الوطأة بمخالفته فهل أحد فارق الحق في فعله فأبقى للمتبين موضع ثقة بقوله والسلام قال وكتب إلى علي بن عيسى لما بلغه ما عزم عليه (أما بعد) فإنك في ظل دعوة لم تزل أنت وسلفك بمكان ذب عن حريمها وعلى العناية لحفظها ورعاية لحقها توجبون ذلك لأئمتكم وتعتصمون بحبل جماعتكم وتعطون بالطاعة من أنفسكم وتكونون يدا على أهل مخافتكم وحزبا وإخوانا لأهل موافقتكم تؤثرونهم على الآباء والأبناء وتتصرفون فيما تصرفوا فيه من منزلة شديدة ورجاء لا ترون شيئا أبلغ في صلاحكم من الامر الجامع
(٨)