لألفتكم ولا أجرى لبواركم مما دعا بشتات كلمتكم ترون من رغب عن ذلك جائرا عن القصد وعن أمه على منهاج الحق ثم كنتم على منهاج الحق ثم كنتم على أولئك سيوفا من سيوف نقم الله فكم من أولئك قد صاروا وديعة مسبعة وجزرا جامدة قد سفت الرياح في وجهه وتداعت السباع إلى مصرعه غير ممهد ولا موسد قد صار إلى أمة... وغير عاجل حظه ممن كانت الأئمة تنزلكم لذلك بحيث أنزلتم أنفسكم من الثقة بكم في أمورها والتقدمة في آثارها وأنت مستشعر دون كثير من ثقاتها وخاصتها حتى بلغ الله بك في نفسك أن كنت قريع أهل دعوتك والعلم القائم بمعظم أمر أمتك إن قلت ادنوا دنوا وان أشرت أقبلوا أقبلوا وإن أمسكت وقفوا وأقروا وآمالك واستنصاحا وتزداد نعمة مع الزيادة في نفسك ويزدادون نعمة مع الزيادة لك بطاعتك حتى حللت المحل الذي قربت به من يومك وانقرض فيما دونه أكثر مدتك لا ينتظر بعدها الا ما يكون ختام عملك من خير فيرضى به ما تقدم من صالح فعلك أو خلاف فيضل له متقدم سعيك ولا ترى يا أبا يحيى حالا عليها جلوت أهل نعمتك والولاة القائمة بحق إمامتك من طعن عقدة كنت القائم بشدها وبعهود توليت معاقد أخذها يبدأ فيها بالأخصين حتى أفضى الامر إلى العامة من المسلمين بالايمان المحرجة والمواثيق المؤكدة وما طلع مما يدعو إلى نشر كلمة وتفريق أمة وشت جماعة وتتعرض به لتبديل نعمة وزوال ما وطأت الأسلاف من الأئمة ومتى زالت نعمة من ولاة أمركم وصل زوالها إليكم في خواص أنفسكم ولن يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وليس الساعي في نشرها بساع فيها على نفسه دون السعي على جملتها القائمين بحرمتها قد عرضوهم أن يكونوا جزرا لأعدائهم وطعمة قوم يتظفر مخالبهم في دمائهم ومكانك المكان الذي إن قلت رجع إلى قولك وإن أشرت لم تتهم في نصيحتك ولك مع إيثار الحق الحظوة عند أهل الحق ولا سواء من حظى بعاجل مع فراق الحق فأوبق نفسه في عاقبته ومن أعان الحق فأدرك به صلاح العاقبة مع وفور الحظ في عاجلته وليس لك ما تستدعى ولا عليه ما تستعطف ولكنه حق من حق أحسابك
(٩)