كان أمر أن يهيأ له الغداء بالري قال فانصرفت فوجدت عيبة لعلى فيها دراعة وجبة وغلالة فلبستها وصليت ركعتين شكر الله تبارك وتعالى ووجدنا في عسكره سبعمائة كيس في كل كيس ألف درهم ووجدنا عدة بغال عليها صناديق في أيدي أولئك البخارية الذين شتموه وظنوا أنه مال فكسروا الصناديق فإذا فيها خمر سوادي وأقبلوا يفرقون القناني وقالوا عملنا الجد حتى نشرب قال أحمد بن هشام وجئت إلى مضرب طاهر وقد اغتم لتأخري عنه فقال لي البشرى هذا رأس على قال فأعتق طاهر من كان بحضرته من غلمانه شكرا لله ثم جاؤوا بعلى قد شدوا الأعوان يديه إلى رجليه يحمل على خشبة كما يحمل الحمار وأمر به فلف في لبد وألقى في بئر قال وكتب إلى ذي الرئاستين بالخبر قال فسارت الخريطة وبين مرو وذلك الموضع نحو من خمسين ومائتي فرسخ ليلة الجمعة وليلة السبت وليلة الاحد وردت عليهم يوم الأحد قال ذو الرئاستين كنا قد وجهنا هرثمة واحتشدنا في السلاح مددا وسار في ذلك اليوم وشيعه المأمون فقلت للمأمون لا تبرح أبدا حتى يسلم عليك بالخلافة فقد وجب لك ولا نأمن أن يقال بصلح بين الأخوين فإذا سلم عليك بالخلافة لم يمكن أن ترجع فتقدمت أنا وهرثمة والحسن بن سهل فسلمنا عليه بالخلافة وتبادر شيعة المأمون فرجعت وأنا كال تعب لم أنم ثلاثة أيام في جهاز هرثمة فقال لي الخادم هذا عبد الرحمن بن مدرك وكان يلي البريد ونحن نتوقع الخريطة لنا أو علينا فدخل وسكت قلت ويلك ما وراءك قال الفتح فإذا كتاب طاهر إلى أطال الله بقاءك وكبت أعداءك وجعل من يشنأك فداءك كتبت إليك ورأس علي بن عيسى بين يدي وخاتمه في أصبعي والحمد لله رب العالمين فوثبت إلى دار أمير المؤمنين فلحقني الغلام بالسواد فدخلت على المأمون فبشرته وقرأت عليه الكتاب فأمر بإحضار أهل بيته والقواد ووجوه الناس فدخلوا فسلموا عليه بالخلافة ثم ورد رأس على يوم الثلاثاء فطيف به في خراسان * وذكر الحسن بن أبي سعيد قال عقدنا للطاهر سنة 194 فاتصل عقده إلى الساعة * وذكر محمد بن يحيى بن عبد الملك النيسابوري قال لما جاء نعى علي بن عيسى وقتله إلى محمد بن زبيدة وكان في وقته ذلك على
(٦)