انهزم أهل الشأم وانهزم مروان وقطع الجسر فكان من غرق يومئذ أكثر ممن قتل فكان فيمن غرق يومئذ إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك وأمر عبد الله بن علي فعقد الجسر على الزاب واستخرجوا الغرقى فكان فيمن أخرجوا إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك فقال عبد الله بن علي " وإذ فرقنا بكم البحر فأنجيناكم وأغرقنا آل فرعون وأنتم تنظرون " وأقام عبد الله بن علي في عسكره سبعة أيام فقال رجل من ولد سعيد ابن العاصي يعير مروان لج الفرار بمروان فقلت له * عاد الظلوم ظليما همه الهرب أين الفرار وترك الملك إذ ذهبت * عنك الهوينا فلا دين ولا حسب فراشه الحلم فرعون العقاب وإن * تطلب نداه فكلب دونه كلب وكتب عبد الله بن علي إلى أمير المؤمنين أبى العباس بالفتح وهرب مروان وحوى عسكر مروان بما فيه فوجد فيه سلاحا كثيرا وأموالا ولم يجدوا فيه امرأة إلا جارية كانت لعبد الله بن مروان فلما أتى أبا العباس كتاب عبد الله بن علي صلى ركعتين ثم قال " فلما فصل طالوت بالجنود قال إن الله مبتليكم بنهر - إلى قوله - وعلمه مما يشاء " وأمر لمن شهد الوقعة بخمسمائة خمسمائة ورفع أرزاقهم إلى ثمانين * حدثنا أحمد بن زهير عن علي بن محمد قال قال عبد الرحمن بن أمية كان مروان لما لقيه أهل خراسان لا يدبر شيئا إلا كان فيه الخلل والفساد قال بلغني أنه كان يوم انهزم واقفا والناس يقتتلون إذ أمر بأموال فأخرجت فقال للناس اصبروا وقاتلوا فهذه الأموال لكم فجعل ناس من الناس يصيبون من ذلك المال فأرسلوا إليه إن الناس قد مالوا على هذا المال ولا نأمنهم أن يذهبوا به فأرسل إلى ابنه عبد الله أن سر في أصحابك إلى مؤخر عسكرك فاقتل من أخذ من ذلك المال وامنعهم فمال عبد الله برايته وأصحابه فقال الناس الهزيمة فانهزموا * حدثنا أحمد بن علي عن أبي الجارود السلمي قال حدثني رجل من أهل خراسان قال لقينا مروان على الزاب فحمل علينا أهل الشأم كأنهم جبال حديد فجثونا وأشرعنا الرماح فمالوا عنا كأنهم سحابة ومنحنا الله أكتافهم وانقطع الجسر مما يليهم حين عبروا فبقى عليه رجل من
(٩٠)