عبد الله وأفلت عبيد الله في عدة ممن معه وكان فيهم بكر بن معاوية الباهلي فسلم حتى كان في خلافة المهدى فأخذه نصر بن محمد بن الأشعث عامل فلسطين فبعث به إلى المهدى (وأما علي بن محمد) فإنه ذكر أن بشر بن عيسى والنعمان أبا السرى ومحرز بن إبراهيم وأبا صالح المروزي وعمار مولى جبرئيل أخبروه أن مروان لقى عبد الله بن علي في عشرين ومائة ألف وعبد الله في عشرين ألفا وقد خولف هؤلاء في عدد من كان مع عبد الله بن علي يومئذ * فذكر مسلم بن المعرة عن معصب بن الربيع الخثعمي وهو أبو موسى بن مصعب وكان كاتبا لمروان قال لما انهزم مروان وظهر عبد الله بن علي على الشأم طلبت الأمان فآمنني فانى يوما جالس عنده وهو متكئ إذ ذكروا مروان وانهزامه قال أشهدت القتال قلت نعم أصلح الله الأمير فقال حدثني عنه قال قلت لما كان ذلك اليوم قال لي أحرز القوم فقلت إنما أنا صاحب قلم ولست صاحب حرب فأخذ يمنة ويسرة ونظر فقال لي هم اثنا عشر ألفا فجلس عبد الله وقال ماله قاتله الله ما أحصى الديوان يومئذ فضلا على اثنى عشر ألف رجل (رجع الحديث) إلى حديث علي بن محمد عن أشياخه فانهزم مروان حتى أتى مدينة الموصل وعليها هشام ابن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة الأسدي وقطعوا الجسر فناداهم أهل الشأم هذا مروان قالوا كذبتم أمير المؤمنين لا يفر فسار إلى بلد فعبر دجلة فأتى حران ثم أتى دمشق وخلف بها الوليد بن معاوية وقال قاتلهم حتى يجتمع أهل الشأم ومضى مروان حتى أتى فلسطين فنزل نهر أبى فطرس وقد غلب على فلسطين الحكم بن ضبعان الجذامي فأرسل مروان إلى عبد الله بن يزيد بن روح بن زنباع فأجازه وكان بيت المال في يد الحكم وكتب أبو العباس إلى عبد الله بن علي يأمره باتباع مروان فسار عبد الله إلى الموصل فتلقاه هشام بن عمرو التغلبي وبشر بن خزيمة وقد سودا في أهل الموصل ففتحوا له المدينة ثم سار إلى حران وولى الموصل محمد بن صول فهدم الدار التي حبس فيها إبراهيم بن محمد ثم سار من حران إلى منبج وقد سودوا فنزل منبج وولاها أبا حميد المروروذي
(٩٤)