كان لمروان في عسكره بالزاب عشرون ومائة ألف كان في عسكره ستون ألفا وكان في عسكر ابنه عبد الله مثل ذلك والزاب بينهم فلقيه عبد الله بن علي فيمن معه وأبى عون وجماعة قواد منهم حميد بن قحطبة فلما هزموا سار إلى حران وبها أبان بن يزيد بن محمد بن مروان بن أخيه عامله عليها فأقام بها نيفا وعشرين يوما فلما دنا منه عبد الله بن علي حمل أهله وولده وعياله ومضى منهزما وخلف بمدينة حران أبان بن يزيد وتحته ابنة لمروان يقال لها أم عثمان وقدم عبد الله ابن علي فتلقاه أبان مسودا مبايعا له فبايعه ودخل في طاعته فآمنه ومن كان بحران والجزيرة ومضى مروان حتى مر بقنسرين وعبد الله متبع له ثم مضى من قنسرين إلى حمص فتلقاه أهلها بالأسواق والسمع والطاعة فأقام بها يومين أو ثلاثة ثم شخص منها فلما رأوا قلة من معه طمعوا فيه وقالوا مرعوب منهزم فاتبعوه بعد ما رحل عنهم فلحقوه على أميال فلما رأى غبرة خيلهم أكمن لهم في واديين قائدان من مواليه يقال لأحدهما يزيد والآخر مخلد فلما دنوا منه وجازوا الكمينين ومضى الذراري صافهم فيمن معه وناشدهم فأبوا إلا مكاثرته وقتاله فنشب القتال بينهم وأثار الكمينين من خلفهم فهزمهم وقتلتهم خيله حتى انتهوا إلى قريب من المدينة قال ومضى مروان حتى مر بدمش وعليها الوليد ابن معاوية بن مروان وهو ختن لمروان متزوج بابنة له يقال لها أم الوليد فمضى وخلفه بها حتى قدم عبد الله بن علي عليه فحاصره أياما ثم فتحت المدينة ودخلها عنوة معترضا أهلها وقتل الوليد بن معاوية فيمن قتل وهدم عبد الله بن علي حائط مدينتها ومر مروان بالأردن فشخص معه ثعلبة بن سلامة العاملي وكان عامله عليها وتركها ليس عليها وال حتى قدم عبد الله بن علي فولى عليها ثم قدم فلسطين وعليها من قبله الرماحس بن عبد العزيز فشخص به معه ومضى حتى قدم مصر ثم خرج منها حتى نزل منزلا منها يقال له بوصير فبيته عامر بن إسماعيل وشعبة ومعهما خيل الموصل فقتلوه بها وهرب عبد الله وعبيد الله ابنا مروان ليلة بيت مروان إلى أرض الحبشة فلقوا من الحبشة بلاء قاتلتهم الحبشة فقتلوا
(٩٣)