ذكر الخبر عن هذه الوقعة وما كان سببها وكيف كان ذلك ذكر علي بن محمد أن أبا السرى وجبلة بن فروخ والحسن بن رشيد وأبا صالح المروزي وغيرهم أخبروه أن أبا عون عبد الملك بن يزيد الأزدي وجهه قحطبة إلى شهرزور من نهاوند فقتل عثمان بن سفيان وأقام بناحية الموصل وبلغ مروان أن عثمان قد قتل فأقبل من حران فنزل منزلا في طريقه فقال ما اسم هذا المنزل قالوا بلوى قال بل علوي وبشرى ثم أتى رأس العين ثم أتى الموصل فنزل على دجلة وحفر خندقا فسار إليه أبو عون فنزل الزاب فوجه أبو سلمة إلى أبى عون عيينة بن موسى والمنهال بن فتان وإسحاق بن طلحة كل واحد في ثلاثة آلاف فلما ظهر أبو العباس بعث سلمة بن محمد في ألفين وعبد الله الطائي في ألف وخمسمائة وعبد الحميد بن ربعي الطائي في ألفين ووداس بن نضلة في خمسمائة إلى أبى عون ثم قال من يسير إلى مروان من أهل بيتي فقال عبد الله بن علي أنا فقال سر على بركة الله فسار عبد الله بن علي فقدم على أبى عون فتحول له أبو عون عن سرادقه وخلاه وما فيه وصير عبد الله بن علي على شرطته حياش بن حبيب الطائي وعلى حرسه نصير بن المحتفر ووجه أبو العباس موسى بن كعب في ثلاثين رجلا على البريد إلى عبد الله بن علي فلما كان لليلتين خلتا من جمادى الآخرة سنة 132 سأل عبد الله بن علي عن مخاضة فدل عليها بالزاب فأمر عيينة بن موسى فعبر في خمسة آلاف فانتهى إلى عسكر مروان فقاتلهم حتى أمسوا ورفعت لهم النيران فتحاجزوا ورجع عيينة فعبر المخاضة إلى عسكر عبد الله بن علي فأصبح مروان فعقد الجسر وسرح ابنه عبد الله يحفر خندقا أسفل من عسكر عبد الله بن علي فبعث عبد الله بن علي المخارق بن غفار في أربعة آلاف فأقبل حتى نزل على خمسة أميال من عسكر عبد الله بن علي فسرح عبد الله ابن مروان إليه الوليد بن معاوية فلقى المخارق فانهزم أصحابه وأسروا وقتل منهم يومئذ عدة فبعث بهم إلى عبد الله وبعث بهم عبد الله إلى مروان مع الرؤس فقال مروان أدخلوا على رجلا من الأسارى فأتوه بالمخارق وكان نحيفا فقال أنت المخارق
(٨٨)