دعاة ثم تقبل أنصارنا من المشرق حتى ترد خيولهم المغرب ويستخرجوا ما كنز الجبارون فيها فلما قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية ونقضت البربر بعث محمد بن علي رجلا إلى خراسان وأمره أن يدعو إلى الرضى ولا يسمى أحدا وقد ذكرنا قبل خبر محمد بن علي وخبر الدعاة الذي وجههم إلى خراسان ثم مات محمد ابن علي وجعل وصيه من بعده ابنه إبراهيم فبعث إبراهيم بن محمد إلى خراسان أبا سلمة حفص بن سليمان مولى السبيع وكتب معه إلى النقباء بخراسان فقبلوا كتبه وقام فيهم ثم رجع إليه فرده ومعه أبو مسلم وقد ذكرنا أمر أبى مسلم قبل وخبره ثم وقع في يد مروان بن محمد كتاب لإبراهيم بن محمد إلى أبى مسلم جواب كتاب لأبي مسلم يأمره بقتل كل من يتكلم بالعربية بخراسان فكتب مروان إلى عامله بدمشق يأمره بالكتاب إلى صاحبه بالبلقاء أن يسير إلى الحميمة ويأخذ إبراهيم ابن محمد ويوجه به إليه فذكر أبو زيد عمر بن شبة أن عيسى بن عبد الله بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب حدثه عن عثمان بن عروة بن محمد ين عمار بن ياسر قال إني مع أبي جعفر بالحميمة ومعه ابناه محمد وجعفر وأنا ارقصهما إذ قال لي ماذا تصنع أما ترى إلى ما نحن فيه قال فنظرت فإذا رسل مروان تطلب إبراهيم بن محمد قال فقلت دعني أخرج إليهم قال تخرج من بيتي وأنت ابن عمار بن ياسر قال فأخذوا أبواب المسجد حين صلوا الصبح ثم قالوا ليستأمن الذين معهم أين إبراهيم بن محمد فقالوا هو ذا فأخذوه وقد كان مروان أمرهم بأخذ إبراهيم ووصفه لهم صفة أبى العباس التي كان يجدها في الكتب انه يقتلهم فلما أتوه بإبراهيم قال ليس هذه الصفة التي وصفت لكم فقالوا قد رأينا الصفة التي وصفت فردهم في طلبه ونذروا فخرجوا إلى العراق هرابا قال عمرو حدثني عبد الله بن كثير بن الحسن العبدي قال أخبرني علي بن موسى عن أبيه قال بعث مروان بن محمد رسولا إلى الحميمة يأتيه بإبراهيم بن محمد ووصف له صفته فقدم الرسول فوجد الصفة صفة أبى العباس عبد الله بن محمد فلما ظهر إبراهيم بن محمد وأمن قيل للرسول انما أمرت بإبراهيم وهذا عبد الله فلما تظاهر ذلك عنده ترك أبا العباس وأخذ إبراهيم وانطلق
(٧٩)