فقال لا أنا عبد من عبيد أهل العسكر قال فتعرف المخارق قال نعم قال فانظر في هذه الرؤس هل تراه فنظر إلى رأس منها فقال هو هذا فخلى سبيله فقال رجل مع مروان حين نظر إلى المخارق وهو لا يعرفه لعن الله أبا مسلم حين جاءنا بهؤلاء يقاتلنا قال على حدثنا شيخ من أهل خراسان قال قال مروان تعرف المخارق إن رأيته فإنهم زعموا أنه في هذه الرؤس التي أتينا بها قال نعم قال اعرضوا عليه تلك الرؤس فنظر فقال ما أرى رأسه في هذه الرؤس ولا أراه إلا وقد ذهب فخلى سبيله وبلغ عبد الله ابن علي انهزام المخارق فقال له موسى بن كعب اخرج إلى مروان قبل أن يصل الفل إلى العسكر فيظهر ما لقى المخارق فدعا عبد الله بن علي محمد بن صول فاستخلفه على العسكر وسار على ميمنته أبو عون وعلى ميسرة مروان الوليد بن معاوية ومع مروان ثلاثة آلاف من المحمرة ومعه الدوكانية والصحصحية والراشدية فقال مروان لما التقى العسكران لعبد العزيز بن عمر بن عبد العزيز إن زالت الشمس اليوم ولم يقاتلونا كنا الذين ندفعها إلى عيسى ابن مريم وإن قاتلونا قبل الزوال فانا لله وإنا إليه ارجعون وأرسل مروان إلى عبد الله بن علي يسأله الموادعة فقال عبد الله كذب ابن رزيق لا تزول الشمس حتى أوطئه الخيل إن شاء الله فقال مروان لأهل الشأم قفوا لا تبدؤهم بقتال فجعل ينظر إلى الشمس فحمل الوليد بن معاوية بن مروان وهو ختن مروان على ابنته فغضب وشتمه وقاتل ابن معاوية أهل الميمنة فانحاز أبو عون إلى عبد الله بن علي فقال موسى بن كعب لعبد الله مر الناس فلينزلوا فنودي الأرض فنزل الناس فأشرعوا الرماح وجثوا على الركب فقاتلوهم فجعل أهل الشأم يتأخرون كأنهم يدفعون ومشى عبد الله قدما وهو يقول يا رب حتى متى نقتل فيك ونادى يا أهل خراسان يا لثأرات إبراهيم يا محمد يا منصور واشتد بينهم القتال وقال مروان لقضاعة أنزلوا فقالوا قل لبنى سليم فلينزلوا فأرسل إلى السكاسك أن احملوا فقالوا قل لبنى عامر فليحملوا فأرسل إلى السكون أن احملوا فقالوا قل لغطفان فليحملوا فقال لصاحب شرطه انزل قال لا والله ما كنت لاجعل نفسي غرضا قال أما والله لأسوأنك قال وددت والله أنك قدرت على ذلك ثم
(٨٩)