طلب محمد كان مبهوت الذي أخذ زيادا فقال زياد:
أكلف ذنب قوم لست منهم * وما جنت الشمال على اليمين قال وحدثني عيسى بن عبد الله قال حدثني عبد الله بن عمران بن أبي فروة قال كنت أنا والشعباني فائد كان لأبي جعفر مع زياد بن عبيد الله نختلف إلى أبى الأزهر أيام بعثه أبو جعفر في طلب بنى حسن فانى لأسير مع أبي الأزهر يوما إذا أتاه آت فلصق به فقال إن عندي نصيحة في محمد وإبراهيم قال اذهب عنا قال إنها نصيحة لأمير المؤمنين قال اذهب عنا ويلك قد قتل الخلق قال فأبى أن ينصرف فتركه أبو الأزهر حتى خلا الطريق ثم بعج بسيفه بطنه بعجة ألقاه ناحية ثم استعمل أبو جعفر على المدينة محمد بن خالد بعد زياد * فذكر عمر أن محمد بن يحيى حدثه قال حدثنا الحارث بن إسحاق قال استعمل أبو جعفر على المدينة محمد بن خالد بعد زياد وأمره بالجد في طلب محمد وبسط يده في النفقة في طلبه فأغد السير حتى قدم المدينة هلال رجب سنة 141 ولم يعلم به أهل المدينة حتى جاء رسوله من الشقرة وهى بين الأعوص والطرف على ليلتين من المدينة فوجد في بيت المال سبعين ألف دينار وألف ألف درهم فاستغرق ذلك المال ورفع في محاسبته أموالا كثيرة أنفقها في طلب محمد فاستبطأه أبو جعفر واتهمه فكتب إليه أبو جعفر يأمره بكشف المدينة وأعراضها فأمر محمد بن خالد أهل الديوان أن يتجاعلوا لمن يخرج فتجاعلوا رباع الغاضري المضحك وكان يداين الناس بألف دينار فهلكت وتويت وخرجوا إلى الاعراض لكشفها عن محمد وأمر القسري أهل المدينة فلزموا بيوتهم سبعة أيام وطافت رسله والجند ببيوت الناس يكشفونها لا يحسون شيئا وكتب القسري لأعوانه صكاكا يتعززون بها لئلا يعرض لهم أحد فلما استبطأه أبو جعفر ورأى ما استغرق من الأموال عزله قال وحدثني عيسى بن عبد الله قال أخبرني حسين بن يزيد عن ابن ضبة قال اشتد أمر محمد وإبراهيم على أبى جعفر فبعث فدعا أبا السعلاء من قيس بن عيلان فقال ويلك أشر على في أمر هذين الرجلين فقد غمني أمرهما قال أرى لك أن تستعمل رجلا من ولد الزبير أو طلحة فإنهم يطلبونهما