قال ما رأيت عبد الله بن حسن جزع من شئ مما ناله الا يوما واحدا فان بعير محمد ابن عبد الله بن عمرو بن عثمان انبعث وهو غافل لم يتأهب له وفى رجليه سلسلة وفى عنقه زمارة فهوى وعلقت الزمارة بالمحمل فرأيته منوطا بعنقه يضطرب فرأيت عبد الله بن حسن قد بكى بكاء شديدا قال وحدثني موسى بن عبد الله بن موسى قال حدثني أبي عن أبيه قال لما صرنا بالربذة أرسل أبو جعفر إلى أبى ان أرسل إلى أحدكم واعلم أنه غير عائد إليك أبدا فابتدره بنو اخوته يعرضون أنفسهم عليه فجزاهم خيرا وقال أنا أكره ان أفجعهم بكم ولكن اذهب أنت يا موسى قال فذهبت وأنا يومئذ حديث السن فلما نظر إلى قال لا أنعم الله بك عينا السياط يا غلام قال فضربت والله حتى غشى على فما أدرى بالضرب فرفعت السياط عنى ودعاني فقربت منه واستقربني فقال أتدري ما هذا هذا فيض فاض منى فأفرغت منه سجلا لم أستطع رده ومن ورائه الموت أو تفتدي منه قال قلت يا أمير المؤمنين والله إن مالي ذنب وإني لبمعزل عن هذا الامر قال فانطلق فأتني بأخويك قال فقلت يا أمير المؤمنين تبعثني إلى رياح بن عثمان فيضع على العيون والرصد فلا أسلك طريقا إلا تبعني له رسول ويعلم ذلك اخواي فيهربان منى قال فكتب إلى رياح لا سلطان لك على موسى قال وأرسل معي حرسا أمرهم أن يكتبوا إليه بخبري قال فقدمت المدينة فنزلت دار ابن هشام بالبلاط فأقمت بها أشهرا فكتب إليه رياح أن موسى مقيم بمنزله يتربص بأمير المؤمنين الدوائر فكتب إليه إذا قرأت كتابي هذا فأحدره إلى فحدرني قال وحدثني محمد بن إسماعيل قال حدثني موسى قال أرسل أبى إلى أبى جعفر إني كاتب إلى محمد وإبراهيم فأرسل موسى عسى أن يلقاهما وكتب إليهما أن يأتياه وقال لي أبلغهما عنى فلا يأتياه أبدا قال وانما أراد أن يفلتني من يده وكان أرق الناس على وكنت أصغر ولد هند وأرسل إليهما يا ابني أمية إني عنكما غان * وما الغنى غير أنى مرعش فانى يا ابني أمية إلا ترحما كبرى * فإنما أنتما والشكل مثلان
(١٧٧)