هو جالس في كهف معه عبد الله بن عامر الأسلمي وابنا شجاع وغيرهم والرجل معهم أعلاهم صوتا وأشدهم انبساطا فلما رآني ظهر عليه بعض النكرة وجلست مع القوم فتحدثت مليا ثم أصغيت إلى محمد فقلت إن لي حاجة فنهض ونهضت معه فأخبرته بخبر الرجل فاسترجع وقال فما الرأي فقلت إحدى ثلاث أيها شئت فافعل قال وما هي قلت تدعني فأقتل الرجل قال ما أنا بمقارف دما إلا مكرها أو ما ذا قلت توقره حديدا وتنقله معك حيث انتقلت قال وهل بنا فراغ له مع الخوف والإعجال أو ماذا قلت تشده وتوثقه وتودعه بعض أهل ثقتك من جهينة قال هذه إذا فرجعنا وقد نذر الرجل فهرب فقلت أين الرجل قالوا قام بركوة فاصطب ماء ثم توارى بهذا الظرب يتوضأ قال فجلنا بالجبل وما حوله فكأن الأرض التأمت عليه قال وسعى على قدميه حتى شرع على الطريق فمر به أعراب معهم حمولة إلى المدينة فقال لبعضهم فرغ هذه الغرارة وأدخلنيها أكن عدلا لصاحبتها ولك كذا وكذا قال نعم ففرغها وحمله حتى أقدمه بالمدينة ثم قدم على أبى جعفر فأخبره الخبر كله وعمى عن اسم أبى هبار وكنيته وعلق وبرا فكتب أبو جعفر في طلب وبر المزني فحمل إليه رجل منهم يدعى وبرا فسأله عن قصة محمد وما حكى له العين فخلف أنه ما يعرف من ذلك شيئا فأمر به فضرب سبعمائة سوط وحبس حتى مات أبو جعفر قال عمر حدثني محمد بن يحيى قال حدثني الحارث بن إسحاق قال ألح أبو جعفر في طلب محمد وكتب إلى زياد بن عبيد الله الحارثي يتنجزه ما كان ضمن له فقدم محمد المدينة قدمة فبلغ ذلك زيادا فتلطف له وأعطاه الأمان على أن يظهر وجهه للناس معه فوعده ذلك محمد فركب زياد مغلسا ووعد محمدا سوق الظهر فالتقيا بها ومحمد معلن غير مخنف ووقف زياد إلى جنبه وقال يا أيها الناس هذا محمد بن عبد الله بن حسن ثم أقبل عليه فقال الحق بأي بلاد الله شئت وتوارى محمد وتواترت الاخبار بذلك على أبى جعفر قال عمر حدثني عيسى بن عبد الله قال حدثني من أصدق قال دخل إبراهيم بن عبد الله على زياد وعليه درع حديد تحت ثوبه فلمسها زياد ثم قال يا أبا إسحاق كأنك اتهمتني ذلك والله ما ينالك منى أبدا قال عمر حدثني
(١٦٤)