عيسى قال حدثني أبي قال ركب زياد بمحمد فأتى به السوق فتصايح أهل المدينة المهدى المهدى فتوارى فلم يظهر حتى خرج قال عمر حدثني محمد بن يحيى قال حدثني الحارث بن إسحاق قال لما أن تتابعت الاخبار على أبى جعفر بما فعل زياد بن عبيد الله وجه أبا الأزهر رجلا من أهل خراسان إلى المدينة وكتب معه كتابا ودفع إليه كتبا وأمره أن لا يقرأ كتابه إليه حتى ينزل الأعوص على بريد من المدينة فلما أن نزله قرأه فإذا فيه تولية عبد العزيز بن المطلب بن عبد الله المدينة وكان قاضيا لزياد بن عبيد الله وشد زياد في الحديد واصطفاء ماله وقبض جميع ما وجد له وأخذ عماله واشخاصه وإياهم إلى أبى جعفر فقدم أبو الأزهر المدينة لسبع ليال بقين من جمادى الآخرة سنة 141 فوجد زيادا في موكب له فقال أين الأمير فقيل ركب وخرجت الرسل إلى زياد بقدومه فأقبل مسرعا حتى دخل دار مروان فدخل عليه أبو الأزهر فدفع إليه كتابا من أبى جعفر في ثلث يأمره أن يسمع ويطيع فلما قرأه قال سمعا وطاعة فمر يا أبا الأزهر بما أحببت قال ابعث إلى عبد العزيز بن المطلب فبعث إليه فدفع إليه كتابا أن يسمع لأبي الأزهر فلما قرأه قال سمعا وطاعة ثم دفع إلى زياد كتابا يأمره بتسليم العمل إلى ابن المطلب ودفع إلى ابن المطلب كتابا بتوليته ثم قال لابن المطلب ابعث إلى أربعة كبول وحدادا فأتى بهما فقال اشدد أبا يحيى فشد فيها وقبض ماله ووجد في بيت المال خمسة وثمانين ألف دينار وأخذ عماله فلم يغادر منهم أحدا فشخص بهم وبزياد فلما كانوا في طرف المدينة وقف له عماله يسلمون عليه فقال بأبي أنتم والله ما أبالي إذا رآكم أبو جعفر ما صنع بي أي من هيأتهم ومروتهم قال عمرو حدثني محمد بن يحيى قال حدثني الحارث بن إسحاق عن خاله على ابن عبد الحميد قال شيعنا زيادا فسرت تحت محمله ليلة فأقبل على فقال والله ما أعرف لي عند أمير المؤمنين ذنبا غير أنى أحسبه وجد على في ابني عبد الله ووجد دماء بنى فاطمة على عزيزة ثم مضوا حتى كانوا بالشقراء فأفلت منهم محمد بن عبد العزيز فرجع إلى المدينة وحبس أبو جعفر الآخرين ثم خلى عنهم قال وحدثني عيسى بن عبد الله قال حدثني من أصدق قال لما أن وجه أبو جعفر مبهوتا وابن أبي عاصية في
(١٦٥)