قال فما حاله قال مات قال إنا لله وإنا إليه راجعون ويلك فضحتني والله عند الناس هذا رجل صالح يقول الناس قتل يعقوب بن داود قال فلما رأى شدة جزعه قال هو حي يا أمير المؤمنين لم يمت قال الحمد لله على ذلك قال وكان الهادي قد استخلف حجابته بعد الربيع ابنه الفضل فقال له لا تحجب عنى الناس فان ذلك يزيل عنى البركة ولا تلق إلى أمرا إذا كشفته أصبته باطلا فان ذلك يوقع الملك ويضر بالرعية وقال موسى بن عبد الله أتى موسى برجل فجعل يقرعه بذنوبه ويتهدده فقال له الرجل يا أمير المؤمنين اعتذاري مما تقر عنى به رد عليك واقراري يوجب على ذنبا ولكني أقول فإن كنت ترجو في العقوبة رحمة * قلا تزهدن عند المعافاة في الاجر قال فأمر بإطلاقه * وذكر عمر بن شبة أن سعيد بن سلم كان عند موسى الهادي فدخل عليه وفد اليوم وعلى سعيد بن سلم قلنسوة وكان قد صلع وهو حدث فقال له موسى ضع قلنسوتك حتى تتشايخ بصلعتك * وذكر يحيى بن الحسن بن عبد الخالق أن أباه حدثه قال خرجت إلى عيساباذ أريد الفضل بن الربيع فلقيت موسى أمير المؤمنين وهو خليفة وأنا لا أعرفه فإذا هو في غلالة على فرس وبيده قناة لا يدرك أحدا إلا طعنه فقال لي يا ابن الفاعلة قال فرأيت انسانا كأنه صنم وكنت رأيته بالشام وكان فخذاه كفخذي بعير فضربت يدي إلى قائم السيف فقال لي رجل ويلك أمير المؤمنين فحركت دابتي وكان شهريا حملني عليه الفضل بن الربيع وكان اشتراه بأربعة آلاف درهم فدخلت دار محمد بن القاسم صاحب الحرس فوقف على الباب وبيده القناة وقال اخرج يا ابن الفاعلة فلم أخرج ومر فمضى قلت للفضل فانى رأيت أمير المؤمنين وكان من القصة كذا وكذا فقال لا أرى لك وجها إلا ببغداد إذا جئت أصلى الجمعة فالقني قال فما دخلت عيساباذ حتى هلك الهادي * وذكر الهيثم بن عروة الأنصاري أن الحسين بن معاذ بن مسلم وكان رضيع موسى الهادي قال لقد رأيتني أخلو مع موسى فلا أجد له هيبة في قلبي عند الخلوة لما كان يبسطني وصار عنى فأصرعه غير هائب له وأضرب به الأرض فإذا تلبس لبسة
(٤٣٢)