وقال ما أنا ببارح حتى يمحى ويكتب اسمى مكانه وأمر أن يحضر العمال والسلاليم وما يحتاج إليه فلم ببرح حتى غير وكتب اسمه * وذكر أحمد بن الهيثم القرشي قال حدثنا عبد الله بن محمد بن عطاء قال خرج المهدى بعد هدأة من الليل يطوف بالبيت فسمع أعرابية من جانب المسجد وهى تقول قومي مقترون نبت عنهم العيون وفدحتهم الديون وعضتهم السنون بادت رجالهم وذهبت أموالهم وكثر عيالهم أبناء سبيل وإنضاء طريق وصية الله ووصية الرسول فهل من آمر لي بخير كلاه الله في سفره وخلفه في أهله قال فأمر نصيرا الخادم فدفع إليها خمسمائة درهم * وذكر علي بن محمد بن سليمان قال سمعت أبي يقول كان أول من افترش الطبري المهدى وذلك أن أباه كان أمره بالمقام بالري فأهدى إليه الطبري من طبرستان فافترشه وجعل الثلج والخلاف حوله حتى فتح لهم الخيش فطاب لهم الطبري فيه * وذكر محمد بن زياد قال قال المفضل قال لي المهدى أجمع لي الأمثال مما سمعتها من البدو وما صح عندك قال فكتبت له الأمثال وحروب العرب مما كان فيها فوصلني وأحسن إلى قال علي بن محمد كان رجل من ولد عبد الرحمن بن سمرة أراد الوثوب بالشام فحمل إلى المهدى فخلى سبيله وأكرمه وقرب مجلسه فقال له يوما أنشدني قصيدة زهير التي هي على الراء وهى لمن الديار بقنة الحجر فأنشده فقال السمري ذهب والله من يقال فيه مثل هذا الشعر فغضب المهدى واستجهله ونحاه ولم يعاقبه واستحمقه الناس * وذكر أن أبا عون عبد الملك بن يزيد مرض فعاده المهدى فإذا منزل رث وبناء سوء وإذا طاق صفته التي هو فيها لبن قال وإذا مضربة ناعمة في مجلسه فجلس المهدى على وسادة وجلس أبو عون بين يديه فبره المهدى وتوجع لعلته وقال أبو عون أرجو عافية الله يا أمير المؤمنين وألا يميتني على فراشي حتى أقتل في طاعتك وإني لواثق بأن لا أموت حتى أبلى الله في طاعتك ما هو أهله فإنا قد روينا وروينا قال فأظهر له المهدى رأيا جميلا وقال أوصني بحاجتك وسلني ما أردت واحتكم في حياتك ومماتك فوالله لئن عجز
(٤٠٠)