أرى ماء وبي عطش شديد * ولكن لا سبيل إلى الورود أما يكفيك أنك تملكيني * وأن الناس كلهم عبيدي وأنك لو قطعت يدي ورجلي * لقلت من الرضى أحسنت زيدي * وذكر علي بن محمد عن أبيه قال رأيت المهدى وقد دخل البصرة من قبل سكة قريش فرأيته يسير والبابوقة بين يديه بينه وبين صاحب الشرطة عليها قباء أسود متقلدة سيفا في هيئة الغلمان قال وإني لارى في صدرها شيئا من ثدييها قال على وحدثني أبي قال قدم المهدى إلى البصرة فمر في سكة قريش وفيها منازلنا وكانت الولاة لا تمر فيها إذا قدم الوالي كانوا يتشاءمون بها قل وال مر فيها فأقام في ولايته إلا يسيرا حتى يعزل ولم يمر فيها خليفة قط إلا المهدى كانوا يمرون في سكة عبد الرحمن ابن سمرة وهى تساوى سكة قريش فرأيت المهدى يسير وعبد الله بن مالك على شرطه يسير أمامه في يده الحربة وابنته البانوقة تسير بينه وبين يديه وبين صاحب الشرطة في هيثة الفتيان عليها قباء أسود ومنطقة وشاشية متقلدة السيف وإني لارى ثدييها قد رفعا القباء لنهودهما قال وكانت البانوقة سمراء حسنة القد حلوة فلما ماتت وذلك ببغداد أظهر عليها المهدى جزعا لم يسمع بمثله فجلس للناس يعزونه وأمر ألا يحجب عنه أحدا فأكثر الناس في التعازي واجتهدوا في البلاغة وفى الناس من ينتقد هذا عليهم من أهل العلم والأدب فأجمعوا على أنهم لم يسمعوا تعزية أو جزو لا أبلغ من تعزية شبيب بن شيبة فإنه قال يا أمير المؤمنين الله خير لها منك وثواب الله خير لك منها وأنا أسأل الله ألا يحزنك ولا يفتنك * وذكر صباح ابن عبد الرحمن قال حدثني أبي قال توفيت البانوقة بنت المهدى فدخل عليه شبيب ابن شيبة فقال أعطاك الله يا أمير المؤمنين على ما رزئت أجرا وأعقبك صبرا لا أجهد الله بلاءك بنقمة ولا نزع منك نعمة ثواب الله خير لك منها ورحمة الله خير لها منك وأحق ما صبر عليه مالا سبيل إلى رده
(٤٠٥)