أمرتني أن أحله وإلا عوضتني واستغفرت الله له قال ولم شتمك قال شتمت عدوه بحضرته فغضب قال ومن عدوه الذي غضب لشتمه قال إبراهيم بن عبد الله ابن حسن قال إن إبراهيم أمس به رحما وأوجب عليه حقا فإن كان شتمك كما زعمت فعن رحمه ذب وعن عرضه دفع وما أساء من انتصر لابن عمه قال إنه كان عدوا له قال فلم ينتصر للعداوة وإنما انتصر للرحم فأسكت الرجل فلما ذهب ليولى قال لعلك أردت أمرا فلم تجد له ذريعة عندك أبلغ من هذه الدعوى قال نعم قلل فتبسم وأمر له بخمسة آلاف درهم قال وأتى المهدى برجل قد تنبأ فلما رآه قال أنت نبي قال نعم قال وإلى من بعثت قال وتركتموني أذهب إلى من بعثت إليه وجهت بالغداة فأخذتموني بالعشي ووضعتموني في الحبس قال فضحك المهدى منه وخلى سبيله * وذكر أبو الأشعث الكندي قال حدثني سليمان بن عبد الله قال قال الربيع رأيت المهدى يصلى في بهو له في ليلة مقمرة فما أدرى أهو أحسن أم البهو أم القمر أم ثيابه قال فقرأ هذه الآية (فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * قال فتم صلاته والتفت إلى فقال يا ربيع قلت لبيك يا أمير المؤمنين قال على بموسى وقام إلى صلاته قال فقلت من موسى ابنه موسى أو موسى بن جعفر وكان محبوسا عندي قال فجعلت أفكر قال فقلت ما هو الا موسى بن جعفر قال فأحضرته قال فقطع صلاته وقال يا موسى انى قرأت هذه الآية " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم " فخفت أن أكون قد قطعت رحمك فوثق لي أنك لا تخرج على قال فقال نعم فوثق له وخلاه * وذكر إبراهيم بن أبي على قال سمعت سليمان ابن داود يقول سمعت المهدى يحدر بنا في محراب المسجد على اللحن اليتيم " ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب يؤمنون بالجبت والطاغوت، في سورة النساء * وذكر علي بن محمد بن سليمان قال حدثني أبي قال حضرت المهدى وقد جلس للمظالم فتقدم إليه رجل من آل الزبير فذكر ضيعة اصطفاها عن أبيه بعض ملوك بنى أمية ولا أدرى الوليد أم سليمان فأمر أبا عبيد الله أن يخرج ذكرها
(٣٩٨)