عليه غير مرة فقال له إلى متى تذنب إلى وأعفو قال إلى أبد نسئ ويبقيك الله فتعفو عنا فكررها عليه مرات فاستحى منه ورضى عنه وذكر محمد بن عمر عن حفص مولى مزينة عن أبيه قال كان هشام الكلبي صديقا لي فكنا نتلاقى فنتحدث ونتناشد فكنت أراه في حال رثة وفى أخلاق على بغلة هزيل والضر فيه بين وعلى بغلته فما راعني إلا وقد لقيني يوما على بغلة شقراء من بغال الخلافة وسرج ولجام من سروج الخلافة ولجمها في ثياب جياد ورائحة طيبة فأظهرت السرور ثم قلت له أرى نعمة ظاهرة قال لي نعم أخبرك عنها فاكتم بينا أنا في منزلي منذ أيام بين الظهر والعصر إذ أتاني رسول المهدى فسرت إليه ودخلت عليه وهو جالس خال ليس عنده أحد وبين يديه كتاب فقال ادن يا هشام فدنوت فجلست بين يديه فقال خذ هذا الكتاب فاقرأه لا يمنعك ما فيه مما تستفظعه أن تقرأه قال فنظرت في الكتاب فلما قرأت بعضه استفظعته فألقيته من يدي ولعنت كاتبه فقال لي قد قلت لك إن استفظعته فلا تلقه أقرأه بحقي عليك حتى تأتى على آخره قال فقرأته فإذا كتاب قد ثلبه فيه كاتبه ثلبا عجيبا لم يبق له فيه شيئا فقلت يا أمير المؤمنين من هذا الملعون الكذاب قال هذا صاحب الأندلس قال قلت فالثلب والله يا أمير المؤمنين فيه وفى آبائه وفى أمهاته قال ثم أندر أت أذكر مثالبهم قال فسر بذلك وقال أقسمت عليك لما أمللت مثالبهم كلها على كاتب قال ودعا بكاتب من كتاب السر فأمره فجلس ناحية وأمرني فضرت إليه فصدر الكاتب من المهدى جوابا وأمللت غليه مثالبهم فأكثرت فلم أبق شيئا حتى فرغت من الكتاب ثم عرضته عليه فأظهر السرور ثم لم أبرح حتى أمر بالكتاب فختم وجعل في خريطة ودفع إلى صاحب البريد وأمر بتعجيله إلى الأندلس قال ثم دعا لي بمنديل فيه عشرة أثواب من جياد الثياب وعشرة آلاف درهم وهذه البغلة بسرجها ولجامها فأعطاني ذلك وقال لي اكتم ما سمعت قال الحسن وحدثني مسور بن مساور قال ظلمني وكيل للمهدى وغصبني ضيعة لي فأتيت سلاما صاحب المظالم فتظلمت منه وأعطيته رقعة مكتوبة فأوصل الرقعة إلى المهدى وعنده عمه العباس بن محمد وابن علاثة وعافية القاضي قال فقال لي المهدى ادنه فدنوت فقال ما تقول
(٣٩٥)