مالك عن شئ توصى به لاحتملنه كائنا ما كان فقل وأوص قال فشكر أبو عون ودعا وقال يا أمير المؤمنين حاجتي أن ترضى عن عبد الله بن أبي عون وتدعو به فقد طالت موجدتك عليه قال فقال يا أبا عون إنه على غير الطريق وعلى خلاف رأينا ورأيك إنه يقع في الشيخين أبى بكر وعمر ويسئ القول فيهما قال فقال أبو عون هو والله يا أمير المؤمنين على الامر الذي خرجنا عليه ودعونا إليه فإن كان قد بدا لكم فمرونا بما أحببتم حتى نطيعكم قال فانصرف المهدى فلما كان في الطريق قال لبعض من كان معه من ولده وأهله مالكم لا تكونون مثل أبى عون والله ما كنت أظن منزله إلا مبينا بالذهب والفضة وأنتم إذا وجدتم درهما بنيتم بالساج والذهب * وذكر أبو عبد الله قال حدثني أبي قال خطب المهدى يوما فقال عباد الله اتقوا الله فقام إليه رجل فقال وأنت فاتق الله فإنك تعمل بغير الحق قال فأخذ فحمل فجعلوا يتلقونه بنعال سيوفهم فلما أدخل عليه قال يا ابن الفاعلة تقول لي وأنا على المنبر اتق الله قال سوءة لك لو كان هذا من غيرك كنت المستعدى بك عليه قال ما أراك الا نبطيا قال ذاك أوكد للحجة عليك أن يكون نبطي يأمرك بتقوى الله قال فرأى الرجل بعد ذلك فكان يحدث بما جرى بينه وبين المهدى قال فقال أبى وأنا حاضر إلا أنى لم أسمع الكلام وقال هارون بن ميمون الخزاعي حدثنا أبو خزيمة البادغيسي قال قال المهدى وما توسل إلى أحد بوسيلة ولا تذرع بذريعة هي أقرب من تذكيره إياي يدا سلفت منى إليه أتبعها أختها فأحسن ربها لان منع الأواخر يقطع شكر الأوائل قال وذكر خالد بن يزيد بن وهب بن جرير أن أباه حدثه قال كان بشار بن برد بن يرجوخ هجا صالح بن داود بن طهمان أخا يعقوب بن داود حين ولى البصرة فقال هم حملوا فوق المنابر صالحا * أخاك فضجت من أخيك المنابر فبلغ يعقوب بن داود هجاؤه فدخل على المهدى فقال يا أمير المؤمنين ان هذا الأعمى المشرك قد هجا أمير المؤمنين قال ويلك وما قال قال يعفيني أمير المؤمنين من إنشاده ذلك قال فأبى عليه إلا أن ينشده فأنشده
(٤٠١)