بذنبي فهذه ناصيتي بين يديك قال فما لبثنا إلا يسيرا حتى انكشفت الريح وانجلى ما كنا فيه وقال الموصلي قال عبد الصمد بن علي قلت للمهدى يا أمير المؤمنين انا أهل بيت قد أشرب قلوبنا حب موالينا وتقديمهم وإنك قد صنعت من ذلك ما أفرطت فيه قد وليتهم أمورك كلها وخصصتهم في ليلك ونهارك ولا آمن تغيير قلوب جندك وقوادك من أهل خراسان قال يا أبا محمد ان الموالى يستحقون ذلك ليس أحد يجتمع لي فيه أن أجلس للعامة فأدعو به فأرفعه حتى تحك ركبته ركبتي ثم يقوم من ذلك المجلس فاستكفيه سياسة دابتي فيكفيها لا يرفع نفسه عن ذلك إلا موالى هؤلاء فإنهم لا يتعاظمهم لي ذلك ولو أردت هذا من غيرهم لقال أين وليك والمتقدم في دعوتك وأين من سبق إلى دعوتك لا أدفعه عن ذلك قال علي بن محمد قال الفضل بن الربيع قال المهدى لعبد الله ابن مالك صارع مولاي هذا فصارعه فأخذ بعنقه فقال المهدى شد فلما رأى ذلك عبد الله أخذ برجله فسقط على رأسه فصرعه فقال عبد الله للمهدى يا أمير المؤمنين قمت من عندك وأنا من أحب الناس إليك فلم تزل على مع مولاك قال أما سمعت قول الشاعر ومولاك لا يهضم لديك فإنما * هضيمة مولى القوم جدع المناخر قال أبو الخطاب لما حضرت القاسم ين مجاشع التميمي من أهل مرو بقرية يقال لها باران الوفاة أوصى إلى المهدى فكتب شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم إن الدين عند الله الاسلام إلى آخر الآية ثم كتب والقاسم بن مجاشع يشهد بذلك ويشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وأن علي بن أبي طالب وصى رسول الله صلى الله عليه وسلم ووارث الإمامة بعده قال فعرضت الوصية على المهدى فلما بلغ هذا الموضع رمى بها ولم ينظر فيها قال أبو الخطاب فلم يزل ذلك في قلب أبى عبيد الله الوزير فلما حضرته الوفاة كتب في وصيته هذه الآية قال وقال الهيثم بن عدي دخل على المهدى رجل فقال يا أمير المؤمنين إن المنصور شتمني وقذف أمي فإما
(٣٩٧)