يعقوب بن داود يصف من نفسه في ذلك شيئا كثيرا وكذلك كان المهدى فكانوا يخلون بالمهدي ليلا فيقولون هو على أن يصبح فيثور بيعقوب فإذا أصبح غدا عليه يعقوب وقد بلغه الخبر فإذا نظر إليه تبسم فيقول إن عندك لخيرا فيقول نعم فيقول اقعد بحياتي فحدثني فيقول خلوت بجاريتي البارحة فقالت وقلت فيصنع لذلك حديثا فيحدث المهدى بمثل ذلك ويفترقان على الرضى فيبلغ ذلك من يسعى على يعقوب فيتعجب منه قال وقال لي الموصلي قال يعقوب بن داود للمهدى في أمر أراده هذا والله السرف فقال ويلك وهل يحسن السرف إلا بأهل الشرف ويلك يا يعقوب لولا السرف لم يعرف المكثرون من المقترين وقال علي بن يعقوب بن داود عن أبيه قال بعث إلى المهدى يوما فدخلت عليه فإذا هو في مجلس مفروش بفرش مورد متناه في السرو على بستان فيه شجر ورؤوس الشجر مع صحن المجلس وقد اكتسى ذلك الشجر بالأوراد والأزهار من الخوخ والتفاح فكل ذلك مورد يشبه فرش المجلس الذي كان فيه فما رأيت شيئا أحسن منه وإذا عنده جارية ما رأيت أحسن منها ولا أشط قواما ولا أحسن اعتدالا عليها نحو تلك الثياب فما رأيت أحسن من جملة ذلك فقال لي يعقوب كيف ترى مجلسنا هذا قلت على غاية الحسن فمتع الله أمير المؤمنين به وهنأه إياه فقال هو لك أحمله بما فيه وهذه الجارية ليتم سرورك به قال فدعوت له بما يجب قال ثم قال يعقوب ولى إليك حاجة قال فوثبت قائما ثم قلت يا أمير المؤمنين ما هذا إلا من موجدة وأنا أستعيذ بالله من سخط أمير المؤمنين قال لا ولكن أحب أن تضمن لي قضاء هذه الحاجة فانى لم أسألكها من حيث تتوهم وإنما قلت ذلك على الحقيقة فأحب أن تضمن لي هذه الحاجة وأن تقضيها لي فقلت الامر لأمير المؤمنين وعلى السمع والطاعة قال والله قلت والله ثلاثا قال وحياة رأسي قلت وحياة رأسك قال فضع يدك عليه واحلف به قال فوضعت يدي عليه وحلفت له به لا عملن بما قال ولأقضين حاجته قال فلما استوثق منى في نفسه قال هذا فلان بن فلان من ولد على أحب أن تكفيني مؤونته وتريحني منه وتعجل ذلك قال قلت أفعل قال فخذه إليك فحولته إلى وحولت
(٣٨٤)