الجارية وجميع ما كان في البيت من فرش وغير ذلك وأمر لي معه بمائة ألف درهم قال فحملت ذلك جملة ومضيت به فلشدة سروري بالجارية صيرتها في مجلس بيني وبينها ستر وبعثت إلى العلوي فأدخلته على نفسي وسألته عن حاله فأخبرني بها وبجمل منها وإذا هو ألب الناس وأحسنهم إبانة قال وقال لي في بعض ما يقول ويحك يا يعقوب تلقى الله بدمي وأنا رجل من ولد فاطمة بنت محمد قال قلت لا والله فهل فيك خير قال إن فعلت خيرا شكرت ولك عندي دعاء واستغفار قال فقلت له أي الطرق أحب إليك قال طريق كذا وكذا قلت فمن هناك ممن تأنس به وتثق بموضعه قال فلان وفلان قلت فابعث إليهما وخذ هذا المال وامض معهما مصاحبا في ستر الله وموعدك وموعدهما للخروج من داري إلى موضع كذا وكذا الذي اتفقوا عليه في وقت كذا وكذا من الليل وإذا الجارية قد حفظت على قولي فبعثت به مع خادم لها إلى المهدى وقالت هذا جزاؤك من الذي آثرته على نفسك صنع وفعل كذا وكذا حتى ساقت الحديث كله قال وبعث المهدى من وقته ذلك فشحن تلك الطرق والمواضع التي وصفها يعقوب والعلوي برجاله فلم يلبث أن جاؤه بالعلوي بعينه وصاحبيه والمال على السجية التي حكتها الجارية قال وأصحت من غد ذلك اليوم فإذا رسول المهدى يستحضرني قال وكنت خالي الذرع غير ملقى إلى أمر العلوي الا حتى أدخل على المهدى وأجده على كرسي بيده مخصرة فقال يا يعقوب ما حال الرجل قلت يا أمير المؤمنين قد أراحك الله منه قال مات قلت نعم قال والله قلت والله قال قم فضع يدك على رأسي قال فوضعت يدي على رأسه وحلفت له به قال فقال يا غلام أخرج إلينا ما في هذا البيت قال ففتح بابه عن العلوي وصاحبيه والمال بعينه قال فبقيت متحيرا وسقط في يدي وامتنع منى الكلام فما أدرى ما أقول قال فقال المهدى لقد حل لي دمك لو آثرت إراقته ولكن احبسوه في المطبق ولا أذكر به فحبست في المطبق واتخذ لي فيه بئر فدليت فيها فكنت كذلك أطول مدة لا أعرف عدد الأيام وأصبت ببصرى وطال شعري حتى استرسل كهيئة شعور البهائم قال فإني لكذلك إذ دعى بي فمضى
(٣٨٥)