الزيدية ودنوا من آل الحسين وطمعوا أن يكون لهم دولة فيعيشوا فيها فكان يعقوب يجول البلاد منفردا بنفسه ومع إبراهيم بن عبد الله أحيانا في طلب البيعة لمحمد بن عبد الله فلما ظهر محمد وإبراهيم بن عبد الله كتب علي بن داود وكان أسن من يعقوب لإبراهيم بن عبد الله وخرج يعقوب مع عدة من إخوته مع إبراهيم فلما قتل محمد وإبراهيم تواروا من المنصور فطلبهم فأخذ يعقوب وعليا فحبسهما في المطبق أيام حياته فلما توفى المنصور من عليهما المهدى فيمن من عليه بتخلية سبيله وأطلقهما وكان معهما في المطبق إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن وكانا لا يفارقانه وإخوته الذين كانوا محتبسين معه فجرت بينهم بذلك الصداقة وكان إسحاق بن الفضل بن عبد الرحمن يرى أن الخلافة قد تجوز في صالحي بني هاشم جميعا فكان يقول كانت الإمامة بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تصلح إلا في بني هاشم وفى هذا الدهر لا تصلح إلا فيهم وكان يكثر في قوله للأكبر من بنى عبد المطلب وكان هو ويعقوب بن داود يتجاريان ذلك فلما خلى المهدى سبيل يعقوب مكث المهدى برهة من دهره يطلب عيسى بن زيد والحسن بن إبراهيم بن عبد الله بعد هرب الحسن من حبسه فقال المهدى يوما لو وجدت رجلا من الزيدية له معرفة بآل حسن وبعيسى بن زيد وله فقه فأجتلبه إلى علي طريق الفقه فيدخل بيني وبين آل حسن وعيسى بن زيد فدل على يعقوب بن داود فأتى به فأدخل عليه وعليه يومئذ فرو وخفا كبل وعمامة كرابيس وكساء أبيض غليظ فكلمه وفاتحه فوجده رجلا كاملا فسأله عن عيسى بن زيد فزعم الناس أنه وعده الدخول بينه وبينه وكان يعقوب ينتفى من ذلك إلا أن الناس قد وموه بأن منزلته عند المهدى إنما كانت للسعاية بآل على ولم يزل أمره يرتفع عند المهدى ويعلو حتى استوزره وفوض إليه أمر الخلافة فأرسل إلى الزيدية فأتى بهم من كل أوب وولاهم من أمرو الخلافة في المشرق والمغرب كل جليل وعمل نفيس والدنيا كلها في يديه ولذلك يقول بشار بن برد بنى أمية هبوا طال نومكم * إن الخليفة يعقوب بن داود
(٣٨٢)