حيث لقيتماه وكتب لهما كتابا منشورا وكتب إلى جلفر يعلمه ما أمرهما به وقال لا تدفعا الكتبا إلى جعفر حتى تفرغا من ق له قال فخرجا حتى قدما على جعفر وقعدا على بابه ينتظران الاذن فخرج عليهما فضيل فأخذاه وأخرجا كتاب المنصور فلم يعرض لهما أحد فضربا عنقه مكانه ولم يعلم جعفر حتى فرغا منه وكان الفضيل رجلا عفيفا دينا فقيل للمنصور أن الفضيل كان أبرأ الناس مما رمى به وقد عجلت عليه فوجه رسولا وجعل له عشرة آلاف درهم أن أدركه قبل أن يقتل فقدم الرسول قبل أن يجف دمه فذكر معاوية بن بكر عن سويد مولى جعفر أن جعفرا أرسل إليه فقال ويلك ما يقول أمير المؤمنين في قتل رجل عفيف دين مسلم بلا جرم ولا جناية فقال سويد فقلت هو أمير المؤمنين يفعل ما يشاء وهو أعلم بما يصنع فقال يا ماص بظر أمه أكلمك بكلام الخاصة وتكلمني بكلام العامة خذوا برجله فألقوه في دجلة قال فأخذت فقلت أكلمك فقال دعوه فقلت أبوك إنما يسأل عن فضيل ومتى يسأل عنه وقد قتل عمه عبد الله بن عبد الله بن علي وقد قتل عبد الله بن الحسن وغيره من أولاد رسول الله صلى الله عليه وسلم ظلما وقتل أهل الدنيا ممن لا يحصى ولا يعد هو قبل أن يسأل عن فضيل جرذانة تجب خصى فرعون قال فضحك وقال دعوه إلى لعنة الله وقال قعنب بن محرز أخبرنا محمد بن عائد مولى عثمان بن عفان أن حفصا الأموي الشاعر كان يقال له حفص بن أبي جمعة مولى عباد بن زياد وكان المنصور صيره مؤدبا للمهدى في مجالسه وكان مداحا لبنى أمية في أيام بنى أمية وأيام المنصور فلم ينكر عليه ذلك المنصور ولم يزل مع المهدى أيام ولايته العهد ومات قبل أن يلي المهدى الخلافة قال وكان مما مدح به بنى أمية قوله أين روقا عبد شمس أينهم * أين أهل الباع منهم والحسب لم تكن أيد لهم عندكم * ما فعلتم آل عبد المطلب أيها السائل عنهم أولوا * جثث تلمع من فوق الخشب تجذوا الأصل منهم سفها * يا لقوم للزمان المنقلب فاحلبوا من ما شئتم في صحنكم * فستسقون صرى ذاك الحلب
(٣٤٠)