بصلة الرحم وبر القرابة وإياك والأثر والتبذير لأموال الرعية واشحن الثغور واضبط الأطراف وأمن السبل وخص الواسطة ووسع المعاش وسكن العامة وأدخل المرافق عليهم واصرف المكاره عنهم وأعد الأموال واحزنها وإياك والتبذير فإن النوائب غير مأمونة والحوادث غير مضمونة وهى من شيم الزمان وأعد الرجال والكراع والجند ما استطعت وإياك وتأخير عمل اليوم إلى غد فتتدارك عليك الأمور وتضيع جد في إحكام الأمور النازلات لأوقاتها أولا فأولا واجتهد وشمر فهيا وأعدد رجالا بالليل لمعرفة ما يكون بالنهار ورجالا بالنهار لمعرفة ما يكون بالليل وباشر الأمور بنفسك ولا تضجر ولا تكسل ولا تفشل واستعمل حسن الظن بربك وأسئ الظن بعمالك وكتابك وخذ نفسك بالتيقظ وتفقد من يبيت على بابك وسهل إذنك للناس وانظر في أمر النزاع إليك ووكل بهم عينا غير نائمة ونفسا غير لاهية ولا تنم فان أباك لم ينم منذ ولي الخلافة ولا دخل عينه غمض إلا وقلبه مستيقظ هذه وصيتي إليك والله خليفتي عليك قال ثم ودعه وبكى كل واحد منهما إلى صاحبه * وذكر عمر بن شبة عن سعيد بن هريم قال لما حج المنصور في السنة التي توفى فيها شيعه المهدى فقال يا بنى إني قد جمعت لك من الأموال ما لم يجمعه خليفة قبلي وجمعت لك من الموالى ما لم يجمعه خليفة قبلي وبنيت لك مدينة لم يكن في الاسلام مثلها ولست أخاف عليك إلا أحد رجلين عيسى بن موسى وعيسى بن زيد فأما عيسى بن موسى فقد أعطاني من العهود والمواثيق ما قبلته ووالله لو لم يكن إلا أن يقول قولا لما خفته عليك فأخرجه من قلبك وأما عيسى بن زيد فأنفق هذه الأموال واقتل هؤلاء الموالى واهدم هذه المدينة حتى تظفر به ثم لا ألومك * وذكر عيسى بن محمد أن موسى بن هارون حدثه قال لما دخل المنصور آخر منزل نزله من طريق مكة نظر في صدر البيت الذي نزل فيه فإذا فيه مكتوب (بسم الله الرحمن الرحيم) أبا جعفر حانت وفاتك وانقضت * سنوك وأمر الله لا بد واقع أبا جعفر هل كاهن أو منجم * لك اليوم من حر المنية مانع
(٣٤٥)