قل فقال أي الحيين أشرف اليمن أم مضر قال فقال قثم مضر كان منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيها كتاب الله عز وجل وفيها بيت الله ومنها خليفة الله قال فامتعضت اليمن إذ لم يذكر لها شئ من شرفها فقال له قائد من قواد اليمن ليس الامر كذلك مطلقا بغير شرفة ولا فضيلة لليمن ثم قال لغلامه قم فخذ بعنان بغلة الشيخ فاكبحها كبحا عنيفا تطأ من به منه قال ففعل الغلام ما أمره به مولاه حتى كاد أن يقعيها على عراقيبها فامتعضت من ذلك مضر فقالت أيفعل هذا بشيخنا فأمر رجل منهم غلامه فقال اقطع يد العبد فقام إلى غلام اليماني فقطع يده فنفر الحيان وصرف قثم بغلته فدخل على أبى جعفر وافترق الجند فصارت مضر فرقة واليمن فرقة والخراسانية فرقة وربيعة فرقة فقال قثم لأبي جعفر قد فرقت بين جندك وجعلتهم أحزابا كل حزب منهم يخاف أن يحدث عليك حدثا فتضربه بالحزب الآخر وقد بقى عليك في التدبير بقية قال ما هي قال أعبر بابنك فأنزله في ذلك الجانب قصرا وحوله وحول من جيشك معه قوما فيصير ذلك بلدا وهذا بلدا فان فسد عليك أهل هذا الجانب ضربتهم بأهل ذلك الجانب وإن فسد عليك أهل ذلك الجانب ضربتهم بأهل هذا الجانب وان فسدت عليك مضر ضربتها باليمن وربيعة والخراسانية وإن فسدت عليك اليمن ضربتها بمن أطاعك من مضر وغيرها قال فقبل أمره ورأيه فاستوى له ملكه وكان ذلك سبب البناء في الجانب الشرقي وفى الرصافة واقطاع القواد هناك قال وتولى صالح صاحب المصلى القطائع في الجانب الشرقي ففعل كفعل أبى العباس الطوسي في فضول القطائع في الجانب الغربي فله بباب الجسر وسوق يحيى ومسجد خصير وفى الرصافة وطريق الزواريق على دجلة مواضع بناء بما استوهب من فضل الاقطاع عن أهله وصالح رجل من أهل خراسان (وفى هذه السنة) جدد المنصور البيعة لنفسه ولابنه محمد المهدى من بعده ولعيسى بن موسى من بعد المهدى على أهل بيته في مجلسه في يوم جمعة وقد عمهم بالاذن فيه فكان كل من بايعه منهم يقبل يده ويد المهدى ثم يمسح على يد عيسى بن موسى ولا يقبل يده * وغزا الصائفة في هذه
(٢٩٣)