العتكي وضم إليه سعيد بن دعلج وأمره ببناء سور لها يطيف بها وخندق عليها من دون السور من أموال أهلها ففعل ذلك * وذكر أن المنصور لما أراد الامر ببناء سور الكوفة وبحفر خندق لها أمر بقسمة خمسة دراهم خمسة دراهم على أهل الكوفة وأراد بذلك علم عددهم فلما عرف عددهم أمر بجبايتهم أربعين درهما أربعين درهما من كل إنسان فجبوا ثم أمر بإنفاق ذلك على سور الكوفة وحفر الخنادق لها فقال شاعرهم يالقومي ما لقينا * من أمير المؤمنينا * قسم الخمسة فينا * وجبانا الأربعينا (وفيها) طلب صاحب الروم الصلح إلى المنصور على أن يؤدى إليه الجزية وغزا الصائفة في هذه السنة يزيد بن أسيد السلمي (وفيها) عزل المنصور أخاه العباس بن محمد عن الجزيرة وغرمه مالا وغضب عليه وحبسه * فذكر عن بعض بني هاشم أنه قال كان المنصور ولى العباس بن محمد الجزيرة بعد يزيد بن أسيد ثم غضب عليه فلم يزل ساخطا عليه حتى غضب على بعض عمومته من ولد علي بن عبد الله بن عباس أما إسماعيل بن علي أو غيره فاعتوره أهله وعمومته ونساؤهم يكلمونه فيه وضيقوا عليه فرضى عنه فقال عيسى بن موسى يا أمير المؤمنين إن آل علي بن عبد الله وإن كانت نعمك عليهم سابغة فإنهم يرجعون إلى الحسد لنا فمن ذلك أنك غضبت على إسماعيل بن علي منذ أيام فضيقوا عليك وأنت غضبان على العباس بن محمد منذ كذا وكذا فما رأيت أحدا منهم كلمك فيه قال فدعا العباس فرضى عنه قال وقد كان يزيد بن أسيد عند عزل العباس إياه عن الجزيرة شكا إلى أبى جعفر العباس وقال يا أمير المؤمنين إن أخاك أساء عزلي وشتم عرضي فقال له المنصور أجمع بين إحساني إليك وإساءة أخي يعتدلا فقال يزيد بن أسيد يا أمير المؤمنين إذا كان إحسانكم جزاء بإساءتكم كانت طاعتنا تفضلا منا عليكم (وفيها) استعمل المنصور على حرب الجزيرة وخراجها موسى بن كعب (وفى هذه السنة) عزل المنصور عن الكوفة محمد بن سليمان بن علي في قول بعضهم واستعمل مكانه عمرو بن زهير أخا المسيب بن زهير وأما عمر بن شبة فإنه زعم
(٢٩٨)