إكرامه وبره برا كثيرا وتسللت إليه الزيدية حتى صار إليه منهم أربعمائة إنسان من أهل البصائر فكان يركب فيهم فيصيد ويتنزه في هيئة الملوك وآلاتهم فلما قتل محمد وإبراهيم انتهى خبر عبد الله الأشتر إلى المنصور فبلغ ذلك منه فكتب إلى عمر ابن حفص يخبره بما بلغه فجمع عمر بن حفص قرابته فقرأ عليهم كتاب المنصور يخبرهم أنه إن أقر بالقصة لم ينظره المبصور أن يعزله وإن صار إليه قتله وإن امتنع حاربه فقال له رجل من أهل بيته ألق الذنب على واكتب إليه بخبري وخذني الساعة فقيدني واحبسني فإنه سيكتب أحمله إلى فاحملني إليه فلم يكن ليقدم على لموضعك في السند وحال أهل بيتك بالبصرة قال إني أخاف عليك خلاف ما تظن قال إن قتلت أنا فنفسي فداؤك فإني سخى بها فداء لنفسك فإن حييت فمن الله فأمر به فقيد وحبس وكتب إلى المنصور يخبره بذلك فكتب إليه المنصور يأمره بحمله إليه فلما صار إليه قدمه فضرب عنقه ثم مكث يروى من يولى السند فأقبل يقول فلان فلان ثم يعرض عنه فبينا هو يوما يسير ومعه هشام بن عمرو التغلبي والمنصور ينظر إليه في موكبه إذا انصرف إلى منزله فلما ألقى ثوبه دخل الربيع فآذنه بهشام فقال أو لم يكن معي آنفا قال ذكر أن له حاجة عرضت مهمة فدعا بكرسي فقعد عليه ثم أذن له فلما مثل بين يديه قال يا أمير المؤمنين إني انصرفت إلى منزلي من الموكب فلقيتني أختي فلانة بنت عمرو فرأيت من جمالها وعقلها ودينها ما رضيتها لأمير المؤمنين فجئت لاعرضها عليه فأطرق المنصور وجعل ينكت الأرض بخيزرانة في يده وقال اخرج يأتك أمرى فلما ولى قال يا ربيع لولا بيت قاله جرير في بنى تغلب لتزوجت أخته وهو قوله لا تطلبن خؤولة في تغلب * فالزنج أكرم منهم أخوالا فأخاف أن تلد لي ولدا فيعير بهذا البيت ولكن اخرج إليه فقل له يقول لك أمير المؤمنين لو كانت لي حاجة إلى لم أعدل عنها غير التزويج ولو كانت لي حاجة إلى التزويج لقبلت ما أتيتني به فجزاك الله عما عمدت له خيرا وقد عوضتك من ذلك ولاية السند وأمره أن يكاتب ذلك الملك فإن أطاعه وسلم إليه عبد الله
(٢٩٠)