حتى خرج محمد بن عبد الله بالمدينة وإبراهيم بالبصرة فوجه محمد بن عبد الله ابنه عبد الله بن محمد الذي يقال له الأشتر في نفر من الزيدية إلى البصرة وأمرهم أن يشتروا مهارة خيل عتاق بها ويمضوا بها معهم إلى السند ليكون سببا له إلى الوصول إلى عمر بن حفص وإنما فعل ذلك به لأنه كان فيمن بايعه من قواد أبى جعفر وكان له ميل إلى آل أبي طالب فقدموا البصرة على إبراهيم بن عبد الله فاشتروا منها مهارة وليس في بلاد السند والهند شئ أنفق من الخيل العتاق ومضوا في البحر حتى صاروا إلى السند ثم صاروا إلى عمر بن حفص فقال نحن قوم نخاسون ومعنا خيل عتاق فأمرهم أن يعرضوا خيلهم فعرضوها عليه فلما صاروا إليه قال له بعضهم أدنني منك أذكر لك شيئا فأدناه منه وقال له إنا جئناك بما هو خير لك من الخيل ومالك فيه خير الدنيا والآخرة فأعطنا الأمان على خلتين إما أنك قبلت ما أتيناك به وإما سترت وأمسكت عن أذانا حتى نخرج من بلادك راجعين فأعطاههم الأمان فقالوا ما للخيل أتيناك ولكن هذا ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم عبد الله بن محمد ابن عبد الله بن حسن بن حسن أرسله أبوه إليك وقد خرج بالمدينة ودعا لنفسه بالخلافة وخرج أخوه إبراهيم بالبصرة وغلب عليها فقال بالرحب والسعة ثم بايعهم له وأمر به فتوارى عنده ودعا أهل بيته وقواده وكبراء أهل البلد للبيعة فأجابوه فقطع الاعلام البيض والأقبية البيض والقلانس البيض وهيأ لبسته من البياض يصعد فيها إلى المنبر وتهيأ لذلك يوم خميس فلما كان يوم الأربعاء إذا حراقة قد وافت من البصرة فيها رسول لخليدة بنت المعارك امرأة عمر بن حفص بكتاب إليه تخبره بقتل محمد بن عبد الله فدخل على عبد الله فأخبره الخبر وعزاه ثم قال له إني كنت بايعت لأبيك وقد جاء من الامر ما ترى فقال له إن أمرى قد شهر ومكاني قد عرف ودمى عنقك فانظر لنفسك أو دع قال قد رأيت رأيا ههنا مالك من ملوك السند عظيم المملكة كثير التبع وهو على شركة أشد الناس تعظيما لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو رجل وفى فأرسل إليه فاعقد بينك وبينه عقدا وأوجهك إليه تكون عنده فلست ترام معه قال افعل ما شئت ففعل ذلك فصار إليه فأظهر
(٢٨٩)