الحال التي لقيته عليه فسلمت فما رد السلام على ولا زادني على أن قال كيف أبوك قلت بخير يقول كذا وكذا قال فاستوى جالسا ثم قال لي ما كنت إلا قسطارا لا بيك يأخذ منى إذا شاء ويرد إذا شاء قم عنى لا قمت قال فرجعت إلى أبى فأعلمته فقال لي أبى يا بنى هو عمارة ومن لا يعترض عليه قال فلم يزل خالد على الموصل إلى أن توفى المنصور ويحيى على أذربيجان فذكر عن أحمد بن محمد بن سوار الموصلي أنه قال ما هبنا قط أميرا هيبتنا خالد بن برمك من غير أن تشتد عقوبته ولا نرى منه جبرية ولكن هيبة كانت له في صدورنا وذكر أحمد بن معاوية بن بكر الباهلي عن أبيه قال كان أبو جعفر غضب على موسى بن كعب وكان عامله على الجزيرة والموصل فوجه المهدى إلى الرقة لبناء الرافقة وأظهر أنه يريد بيت المقدس وأمر بالمرور والمضي على الموصل فإذا صار بالبلد أخذ موسى بن كعب فقيده وولى خالد بن برمك الموصل مكانه ففعل المهدى ذلك وخلف خالدا على الموصل وشخص معه أخوا خالد الحسن وسليمان ابنا برمك وقد كان المنصور دعا قبل ذلك يحيى بن خالد فقال له قد أردتك لأمر مهم من الأمور واخترتك لثغر من الثغور فكن على أهبة ولا يعلم بذلك أحد حتى أدعو بك فكتم أباه الخبر وحضر الباب فيمن حضر فخرج الربيع فقال يحيى بن خالد فقام فأخذ بيده فأدخله على المنصور فخرج على الناس وأبوه حاضر واللواء بين يديه على أذربيجان فأمر الناس بالمضي معه فمضوا في موكبه وهنئوه وهنئوا أباه خالدا بولايته فاتصل عملهما وقال أحمد بن معاوية كان المنصور معجبا بيحيى وكان يقول ولد الناس ابنا وولد يحيى أبا (وفى هذه السنة) نزل المنصور قصره الذي يعرف بالخلد (وفيها) سخط المنصور على المسيب بن زهير وعزله عن الشرطة وأمر بحبسه وتقييده وكان سبب ذلك أنه قتل أبان بن بشير الكاتب بالسياط لأمر كان وجد عليه فيما كان من شركته لأخيه عمرو بن زهير في ولاية الكوفة وخراجها وولى مكان المسيب الحكم بن يوسف صاحب الحراب ثم كلم المهدى أباه في المسيب فرضى عنه بعد حبسه إياه أياما وأعاد إليه ما كان يلي من شرطه (وفيها)
(٣٠٤)