المنصور وجعل لابنه المهدى صحابة منهم وأجرى لكل رجل منهم خمسمائة درهم (وفى هذه السنة) ابتدأ المنصور ببناء الرصافة في الجانب الشرقي من مدينة السلام لابنه محمد المهدى ذكر الخبر عن سبب بنائه ذلك له * ذكر عن أحمد بن محمد الشروى عن أبيه أن المهدى لما قدم من خراسان أمره المنصور بالمقام بالجانب الشرقي وبنى له الرصافة وعمل لها سورا وخندقا وميدانا وبستانا وأجرى له الماء فكان يجرى من نهر المهدى إلى الرصافة * وأما خالد بن يزيد بن وهب بن جرير بن خازم فإنه ذكر أن محمد بن موسى بن محمد ابن إبراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس حدثه أن أباه حدثه أن الراوندية لما شغبوا على أبى جعفر وحاربوه على باب الذهب دخل عليه قثم بن العباس ابن عبيد الله بن العباس وهو يومئذ شيخ كبير مقدم عند القوم فقال له أبو جعفر أما ترى ما نحن فيه من التياث الجند علينا قد خفت أن تجتمع كلمتهم فيخرج هذا الامر من أيدينا فما ترى قال يا أمير المؤمنين عندي في هذا رأى إن أنا أظهرته لك فسد وإن تركتني أمضيته صلحت لك خلافتك وهابك جندك فقال له أفتمضى في خلافتي أمرا لا تعلمني ما هو فقال له إن كنت عندك متهما على دولتك فلا تشاورني وإن كنت مأمونا عليها فدعني أمضى رأيي فقال له فأمضه قال فانصرف قثم إلى منزله فدعا غلاما له فقال له إذا كان غدا فتقدمني فاجلس في دار أمير المؤمنين فإذا رأيتني قد دخلت وتوسطت أصحاب المراتب فخذ بعنان بغلتي فاستوقفني واستحلفني بحق رسول الله وحق العباس وحق أمير المؤمنين لما وقفت لك وسمعت مسألتك وأجبتك عنها فإني سأنتهرك وأغلظ لك القول فلا يهولنك ذلك منى وعاودني بالمسألة فانى سأشتمك فلا يرو عنك ذلك وعاودني بالقول والمسألة فانى سأضربك بسوطي فلا يشق ذلك عليك فقل لي أي الحيين أشرف اليمن أم مضر فإذا أجبتك فخل عنان بغلتي وأنت حر قال فغدا الغلام فجلس حيث أمره من دار الخليفة فلما جاء الشيخ فعل الغلام ما أمره به مولاه وفعل المولى ما كان قاله له ثم قال له
(٢٩٢)