شبة يقول أما أنت فقد سررت أمير المؤمنين فان التأم الامر على ما تحب وقلت فلعمري لتصيبن منه خيرا وان يك غير ذلك فاتبغ نفقا في الأرض أو سلما في السماء قال فكتب له المنصور بصلة إلى الري فوجه عيسى في طلبه فلحق في طريقه فذبح وسلخ وجهه * وقيل قتل بعد ما انصرف من الري وقد أخذ الجائزة * وذكر عن الوليد بن محمد العنبري أن سبب إجابة عيسى أبا جعفر إلى تقديم المهدى عليه كان أن سلم بن قتيبة قال له أيها الرجل بايع وقدمه على نفسك فإنك لن تخرج من الامر قد جعل لك الامر من بعده وترضى أمير المؤمنين قال أو ترى ذلك قال نعم قال فانى أفعل فأتى سلم المنصور فأعلمه إجابة عيسى فسر بذلك وعظم قدر سلم عنده وبايع الناس للمهدى ولعيسى بن موسى من بعده وخطب المنصور خطبته التي كان فيها تقديم المهدى على عيسى وخطب عيسى بعد ذلك فقدم المهدى على نفسه ووفى له المنصور بما كان ضمن له (وقد ذكر) عن بعض صحابة أبى جعفر أنه قال تذاكرنا أمر أبى جعفر المنصور وأمر عيسى بن موسى في البيعة وخلعه إياها من عنقه وتقديمها المهدى فقال لي رجل من القواد سماه والله الذي لا إله غيره ما كان خلعه إياها منه إلا برضى من عيسى وركون منه إلى الدراهم وقلة علمه بقدر الخلافة وطلبا للخروج منها أتى يوم خرج للخلع فخلع نفسه وإني لفى مقصورة مدينة السلام إذ خرج علينا أبو عبيدة كاتب المهدى في جماعة من أهل خراسان فتكلم عيسى فقال إني قد سلمت ولاية العهد لمحمد بن أمير المؤمنين وقدمته على نفسي فقال أبو عبيد الله ليس هكذا أعز الله الأمير ولكن قل ذلك بقه وصدقه وأخبر بما رغبت فيه فأعطيت قال نعم قد بعت نصيبي من تقدمة ولاية العهد من عبد الله أمير المؤمنين لابنه محمد المهدى بعشرة آلاف ألف درهم وثلاثمائة ألف بين ولدى فلان وفلان وفلان سماهم وسبعمائة ألف لفلانة امرأة من نسائه سماها بطيب نفس منى وحب لتصييرها إليه لأنه أولى بها وأحق وأقوى عليها وعلى القيام بها وليس لي فيها حق لتقدمته قليل ولا كثير فما ادعيته بعد يومى هذا فأنا فيه مبطل لا حق لي فيه ولا دعوى ولا طلبة قال
(٢٨٣)