من جفائك لهما فنهرها وقال ليست هذه الأيام من أيام النساء لا سبيل لي إليهما حتى أعلم أرأس إبراهيم لي أم رأسي لإبراهيم وذكر أن محمدا وجعفرا ابني سليمان كتبا إلى أبى جعفر يعلمانه بعد خروجهما من البصرة الخبر في قطعة جراب ولم يقدرا على شئ يكتبان فيه غير ذلك فلما وصل الكتاب إليه فرأى قطعة جراب بيد الرسول قال خلع والله أهل البصرة مع إبراهيم ثم قرأ الكتاب ودعا بعبد الرحمن الختلي و بأبي يعقوب ختن مالك بن الهيثم فوجههما في خيل كثيفة إليهما وأمرهما أن يحبساهما حيث لقياهما وأن يعسكرا معهما ويسمعا ويطيعا لهما وكتب إليهما يعجزهما ويضعفهما ويوبخهما على طمع إبراهيم في الخروج إلى مصر هما فيه واستتار خبره عنهما حتى ظهر وكتب في آخر كتابه أبلغ بني هاشم عنى مغلغلة * فاستيقظوا إن هذا فعل نوام تعدوا الذئاب على من لا كلاب له * وتتقى مربض المستنفر الحامي وذكر عن جعفر بن ربيعة العامري عن الحجاج بن قتيبة بن مسلم قال دخلت على المنصور أيام حرب محمد وإبراهيم وقد جاءه فتق البصرة والأهواز وفارس وواسط والمدائن والسواد وهو ينكت الأرض بمخصرته ويتمثل ونصبت نفسي للرماح درية * إن الرئيس لمثل ذاك فعول قال فقلت يا أمير المؤمنين أدام الله اعزازك ونصرك على عدوك أنت كما قال الأعشى وإن حربهم أو قدت بينهم * فحرت لهم بعد إبرادها وجدت صبورا على حرها * وكر الحروب وتردادها فقال يا حجاج إن إبراهيم قد عرف وعورة جانبي وصعوبة ناحيتي وخشونة قرني وإنما جرأه على المسير إلى من البصرة اجتماع هذه الكور المطلة على عسكر أمير المؤمنين وأهل السواد معه على الخلاف والمعصية وقد رميت كل كورة بحجرها وكل ناحية بسهمها ووجهت إليهم الشهم النجد الميمون المظفر عيسى ابن موسى في كثرة من العدد والعدة واستعنت بالله عليه واستكفيته إياه فإنه
(٢٥٦)