المؤمنين وإما أخذتك فقطعت رحمك ثم كتب إلى أمير المؤمنين وحددنا قال فجاء الجواب أن أحملهم إلى فوجهنا إليه ومعنا جند فلما صرنا بالبطيحة وجدنا بها جندا آخر ينتظروننا ثم لم نزل نأتى على المسالح من الجند في طريقنا كله حتى وردنا بغداد فدخل بنا على أبى جعفر فلما نظر إلى أبى قال هيه أخرجت على مع محمد قال قد كان ذاك فأغلظ له أبو جعفر فراجعه مليا ثم أمر به فضربت عنقه ثم أمر بموسى فضرب بالسياط ثم أمر بي فقربت إليه فقال اذهبوا به فأقيموه على رأس أبيه فإذا نظر إليه فاضربوا عنقه على جيفته قال فكلمه عيسى بن علي وقال والله ما أحسبه بلغ فقلت يا أمير المؤمنين كنت غلاما حدثا غرا أمرني أبى فأطعته قال فأمر بي فضربت خمسين سوطا ثم حبسني في المطبق وفيه يومئذ يعقوب بن داود فكان خير رفيق أرافقه وأعطفه يطعمني من طعامه ويسقيني من شرابه فلم نزل كذلك حتى توفى أبو جعفر وقام المهدى وأخرج يعقوب فكلمه في فأخرجني قال وحدثني أيوب بن عمر قال حدثني محمد بن خالد قال أخبرني محمد بن عروة ابن هشام بن عروة قال إني لعند أبى جعفر إذ أتى فقيل له هذا عثمان بن محمد بن خالد قد دخل به فلما رآه أبو جعفر قال أين المال الذي عندك قال دفعته إلى أمير المؤمنين رحمه الله قال ومن أمير المؤمنين قال محمد بن عبد الله قال أبايعته قال نعم كما بايعته قال يا ابن اللخناء قال ذاك من قامت عنه الإماء قال اضرب عنقه قال فأخر فضربت عنقه قال وحدثني سعيد بن عبد الحميد بن جعفر قال حدثني محمد بن عثمان بن خالد الزبيري قال لما خرج محمد خرج معه رجل من آل كثير بن الصلت فلما قتل وهزم أصحابه تغيبوا فكان أبى والكثيري فيمن تغيب فلبثوا بذلك حتى قدم جعفر بن سليمان واليا على المدينة فاشتد في طلب أصحاب محمد فاكترى أبى من الكثيري إبلا كانت له فخرجنا متوجهين نحو البصرة وبلغ الخبر جعفرا فكتب إلى أخيه محمد يعلمه بتوجهنا إلى البصرة ويأمره بالترصد لنا والتيقظ لامرنا ومقدمنا فلما قدمنا علم محمد بمقدمنا ومكاننا فأرسل إلينا فأخذنا فأتى بنا فأقبل عليه أبى فقال يا هذا اتق الله في كرينا هذا فإنه اعرابي لا علم له بنا انما أكرانا ابتغاء الرزق ولو علم
(٢٢٨)