أجل فمن أيهم أنت قال لا عليك ألا تريد قلت بلى على ذلك فمن أنت قال فوثب وقال * منخرق الحفين يشكو الوجى * الأبيات الثلاثة قال ثم أدبر فذهب فوالله ما فات مدى بصرى حتى ندمت على تركه قبل معرفته فاتبعته لأسأله فكأن الأرض التأمت عليه ثم رجعت إلى رحلي ثم أتيت المدينة فمات غبرت إلا يومى وليلتي حتى شهدت صلاة الصبح بالمدينة فإذا رجل يصلى بنا لأعرف صوته فقرأ إنا فتحنا لك فتحا مبينا فلما انصرف صعد المنبر فإذا صاحبي وإذا هو محمد بن عبد الله بن حسن قال وحدثني إسماعيل بن إبراهيم بن هود مولى قريش قال سمعت إسماعيل بن الحكم بن عوانة يخبر عن رجل قد سماه بشبيهة بهذه القصة قال إسماعيل فحدثت بها رجلا من الأنبار يكنى أبا عبيد فذكر أن محمدا أو إبراهيم وجه رجلا من بنى ضبة فيما يحسب إسماعيل بن إبراهيم بن هود ليعلم له بعض علم أبى جعفر فأتى الرجل المسيب وهو يومئذ على الشرط فمت إليه برحمه فقال المسيب إنه لابد من رفعك إلى أمير المؤمنين فأدخله على أبى جعفر فاعترف فقال ما سمعته يقول قال:
شرده الخوف فأزرى به * كذاك من يكره حر الجلاد قال أبو جعفر فأبلغه أنا نقول:
وخطة ذل نجعل الموت دونها * نقول لها للموت أهلا ومرحبا وقال انطلق فأبلغه قال عمر وحدثني أزهر بن سعيد بن نافع وقد شهد ذلك قال خرج محمد في أول يوم من رجب سنة 145 فبات بالمذاد هو وأصحابه ثم أقبل في الليل فدق السجن وبيت المال وأمر برياح وابن مسلم فحبسا معا في دار ابن هشام قال وحدثني يعقوب بن القاسم قال حدثني علي بن أبي طالب قال خرج محمد لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة سنة 145 * وحدثني عمر بن راشد قال خرج لليلتين بقيتا من جمادى الآخرة فرأيت عليه ليلة خرج قلنسوة صفراء مصرية وجبة صفراء وعمامة قد شد بها حقويه وأخرى قد اعتم بها متوشحا سيفا فجعل يقول لأصحابه لا تقتلوا لا تقتلوا فلما امتنعت منهم الدار قال ادخلوا من باب المقصورة قال فاقتحموا وحرقوا باب الخوخة التي فيها فلم يستطع أحد أن يمر فوضع رزام مولى القسري