المدينة إلى العراق ذكر الخبر عن سبب حمله إياهم إلى العراق * حدثني الحارث بن محمد قال حدثنا محمد بن سعد قال أخبرنا محمد بن عمر قال لما ولى أبو جعفر رياح بن عثمان بن حيان المري المدينة أمره بالجد في طلب محمد وإبراهيم ابني عبد الله بن الحسن وقلة الغفلة عنهما قال محمد بن عمر فأخبرني عبد الرحمن ابن أبي الموالى قال فجد رياح في طلبهما ولم يداهن واشتد في ذلك كل الشدة حتى خافا وجعلا ينتقلان من موضع إلى موضع وأغنم أبو جعفر من تبغيهما وكتب إلى رياح بن عثمان ألم يأخذ أباهما عبد الله بن حسن وإخوته حسن بن حسن وداود بن حسن وإبراهيم بن حسن ومحمد بن عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان وهو أخوهم لامهم فاطمة بنت حسين في عدة منهم ويشدهم وثاقا ويبعث بهم إليه حتى يوافوه بالربذة وكان أبو جعفر قد حج تلك السنة وكتب إليه أن يأخذني معهم فيبعث بي إليه أيضا قال فأدركت وقد أهللت بالحج فأخذت فطرحت في الحديد وعورض بي الطريق حتى وافيتهم بالربذة قال محمد بن عمر أنا رأيت عبد الله بن حسن وأهل بيته يخرجون من دار مروان بعد العصر وهم في الحديد فيحملون في المحامل ليس تحتهم وطاء وأنا يومئذ قد راهقت الاحتلام أحفظ ما أرى قال محمد بن عمر قال عبد الرحمن بن أبي الموالى وأخذ معهم نحو من أربعمائة من جهينة ومزينة وغيرهم من القبائل فأراهم بالربذة مكتفين في الشمس قال وسجنت مع عبد الله ابن حسن وأهل بيته ووافى أبو جعفر الربذة منصرفا من الحج فسأل عبد الله بن حسن أبا جعفر أن يأذن له في الدخول عليه فأبى أبو جعفر فلم يره حتى فارق الدنيا قال ثم دعاني أبو جعفر من بينهم فأقعدت حتى أدخلت وعنده عيسى بن علي فلما رآني عيسى قال نعم هو هويا أمير المؤمنين وان أنت شددت عليه أخبرك بمكانهم فسلمت فقال أبو جعفر لا سلم الله عليك أين الفاسقان ابنا الفاسق الكذابان ابنا الكذاب قال قلت هل ينفعني الصدق يا أمير المؤمنين عندك قال وما ذاك قال امرأته طالق وعلى وعلى إن كنت أعرف مكانهما قال فلم يقبل ذلك منى وقال
(١٨٢)