طلع فارسان من قبل الزوراء يركضان حتى وقفا بين دار عبد الله بن مطيع ورحبة القضاء في موضع السقاية قال قلنا شر الامر والله جد قال ثم سمعنا صوتا بعيدا فأقمنا ليلا طويلا فأقبل محمد بن عبد الله من المذاد ومعه مائتان وخمسون رجلا حتى إذا شرع على بنى سلمة وبطحان قال اسلكوا بنى سلمة تسلموا إن شاء الله قال فسمعنا تكبيرا ثم هدأ الصوت فأقبل حتى إذا خرج من زقاق ابن حبين استبطن السوق حتى جاء على التمارين حتى دخل من أصحاب الأقفاص فأتى السجن وهو يومئذ في دار ابن هشام فدقه وأخرج من كان فيه ثم أقبل حتى إذا كان بين دار يزيد ودار أويس نظرنا إلى هول من الأهوال قال فنزل إبراهيم بن يعقوب ونكب كنانته وقال ارمى فقلنا لا تفعل ودار محمد بالرحبة حتى جاء بيت عاتكة بنت يزيد فجلس على بابها وتناوش الناس حتى قتل رجل سندي كان يستصبح في المسجد قتله رجل من أصحاب محمد قال وحدثني سعيد بن عبد الحميد بن جعفر أخبرني جهم بن عثمان قال خرج محمد بن المذاد على حمار ونحن معه فولى خوات بن بكير بن خوات بن جبير الرجالة وولى عبد الحميد بن جعفر الحربة وقال أكفنيها فحملها ثم استعفاه منها فأعفاه ووجهه مع ابنه حسن بن محمد قال وحدثني عيسى قال حدثني جعفر بن عبد الله بن يزيد بن ركانة قال بعث إبراهيم بن عبد الله إلى أخيه بحملي سيوف فوضعها بالمذاد فأرسل إلينا ليلة خرج وما نكون مائة رجل وهو على حمار اعرابي أسود فافترق طريقان طريق بطحان وطريق بنى سلمة فقلنا له كيف نأخذ قال على بنى سلمة يسلمكم الله قال فجئنا حتى صرنا بباب مروان قال وحدثني محمد بن عمرو ابن رتبيل بن نهشل أحد بنى يربوع عن أبي عمر والمديني شيخ من قريش قال أصابتنا السماء بالمدينة أياما فلما أقلعت خرجت في غبها متمطرا فانتسأت عن المدينة فإني لفى رحلي إذ هبط على رجل لا أدرى من أين أتى حتى جلس إلى عليه اطمار له درنة وعمامة رثة فقلت له من أين أقبلت قال من غنيمة لي أوصيت راعيها بحاجة لي ثم أقبلت أريد أهلي قال فجعلت لا أسلك من العلم طريقا إلا سبقني إليه وكثرني فيه فجعلت أعجب له ولما يأتي قلت ممن الرجل قال من المسلمين قلت
(١٨٦)