أبو جعفر (بسم الله الرحمن الرحيم) أما بعد فقد بلغني كلامك وقرأت كتابك فإذا جل فخرك بقرابة النساء لتضل به الجفاة والغوغاء ولم يجعل الله النساء كالعمومة والآباء ولا كالعصبة والأولياء لان الله جعل العم أبا وبدأ به في كتابه على الوالدة الدنيا ولو كان اختيار الله لهن على قدر قرابتهن كانت آمنة أقربهن رحما وأعظمهن حقا وأول من يدخل الجنة غدا ولكن اختيار الله لخلقه على علمه لما مضى منهم واصطفائه لهم وأما ما ذكرت من فاطمة أم أبى طالب وولادتها فان الله لم يرزق أحدا من ولدها الاسلام لابنتا ولا ابنا ولو أن أحدا رزق الاسلام بالقرابة رزقه عبد الله أولاهم بكل خير في الدنيا والآخرة ولكن الامر لله يختار لدينه من يشاء قال الله عز وجل (إنك لا تهدى من أحببت ولكن الله يهدى من يشاء وهو أعلم بالمهتدين) ولقد بعث الله محمدا عليه السلام وله عمومة أربعة فأنزل الله عز وجل (وأنذر عشيرتك الأقربين) فأنذرهم ودعاهم فأجاب اثنان أحدهما أبى وأبى اثنان أحدهما أبوك فقطع الله ولايتهما منه ولم يجعل بينه وبينهما إلا ولا ذمة ولا ميراثا وزعمت أنك ابن أخف أهل النار عذابا وابن خير الأشرار وليس في الكفر بالله صغير ولا في عذاب الله خفيف ولا يسير وليس في الشر خيار ولا ينبغي لمؤمن يؤمن بالله أن يفخر بالنار وسترد فتعلم (وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) وأما ما فخرت به من فاطمة أم على وان هاشما ولده مرتين ومن فاطمة أم حسن وان عبد المطلب ولده مرتين وأن النبي صلى الله عليه وسلم ولدك مرتين فخير الأولين والآخرين رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يلده هاشم الامرة ولا عبد المطلب الامرة وزعمت أنك أوسط بني هاشم نسبا وأصرحهم أما وأبا وانه لم تلدك العجم ولم تعرق فيك أمهات الأولاد فقد رأيتك فخرت على بني هاشم طرا فانظر ويحك أين أنت من الله غدا فإنك قد تعديت طورك وفخرت على من هو خير منك نفسا وأبا وأولا وآخرا إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى والد ولده وما خيار بنى أبيك خاصة وأهل الفضل منهم الا بنو أمهات
(١٩٧)