قدم عليه وقيل إن أبا مسلم كان هو الذي تقدم أبا جعفر فعرف الخبر قبله فكتب إلى أبى جعفر بسم الله الرحمن الرحيم عافاك الله وأمتع بك إنه أتاني أمر أفظعني وبلغ من مبلغا لم يبلغه شئ قط لقيني محمد بن الحصين بكتاب من عيسى بن موسى إليك بوفاة أبى العباس أمير المؤمنين رحمه الله فنسأل الله أن يعظم أجرك ويحسن الخلافة عليك ويبارك لك فيما أنت فيه إنه ليس من أهلك أحد أشد تعظيما لحقك وأصفى نصيحة لك وحرصا على ما يسرك منى وأنفذ الكتاب إليه ثم مكث أبو مسلم يومه ومن الغد ثم بعث إلى أبى جعفر بالبيعة وإنما أراد ترهيب أبى جعفر بتأخيرها (رجع الحديث) إلى حديث علي بن محمد فلما جلس أبو مسلم ألقى إليه الكتاب فقرأه وبكى واسترجع قال ونظر أبو مسلم إلى أبى جعفر وقد جزع جزعا شديدا فقال ما هذا الجزع وقد أتتك الخلافة فقال أتخوف شر عبد الله بن علي وشيعة على فقال لا تخفه فأنا أكفيك أمره إن شاء الله إنما عامة جنده ومن معه أهل خراسان وهم لا يعصونني فسرى عن أبي جعفر ما كان فيه وبايع له أبو مسلم وبايع الناس وأقبلا حتى قدما الكوفة ورد أبو جعفر زياد بن عبيد الله إلى مكة وكان قبل ذلك واليا عليها وعلى المدينة لأبي العباس وقيل إن أبا العباس كان قد عزل قبل موته زياد بن عبيد الله الحارثي عن مكة وولاها العباس بن عبد الله بن معبد بن العباس (وفى هذه السنة) قدم عبد الله ابن علي على أبى العباس الأنبار فعقد له أبو العباس على الصائفة في أهل خراسان وأهل الشأم والجزيرة والموصل فسار فبلغ دلوك ولم يدرب حتى أتته وفاة أبى العباس (وفى هذه السنة) بعث عيسى بن موسى وأبو الجهم يزيد بن زياد أبا غسان إلى عبد الله بن علي ببيعة المنصور فانصرف عبد الله بن علي بمن معه من الجيوش قد بالع لنفسه حتى قدم حران وأقام الحج للناس في هذه السنة أبو جعفر المنصور وقد ذكرنا ما كان إليه من العمل في هذه السنة ومن استخلف عليه حين شخص حاجا وكان على الكوفة عيسى بن موسى وعلى قضائها ابن أبي ليلى وعلى البصرة وعملها سليمان بن علي وعلى قضائها عباد ابن منصور وعلى المدينة زياد بن عبيد الله الحارثي وعلى مكة العباس بن عبد الله ابن معبد وعلى مصر صالح بن علي
(١٢٢)