أبو جعفر إلى أبى العباس يستأذنه في الحج فأذن له فوافى الأنبار فقال أبو مسلم أما وجد أبو جعفر عاما يحج فيه غير هذا واضطغنها عليه * قال على قام مسلم بن المغيرة استخلف أبو جعفر على أرمينية فتلك السنة الحسن بن قحطبة * وقال غيره استعمل رضيعه يحيى بن مسلم بن عروة وكان أسود مولى لهم فخرجا إلى مكة فكان أبو مسلم يصلح العقاب ويكسو الاعراب في كل منزل ويصل من سأله وكسا الاعراب البتوت والملاحف وحفر الآبار وسهل الطرق فكان الصوت له فكان الاعراب يقولون هذا المكذوب عليه حتى قدم مكة فنظر إلى اليمانية فقال لنيزك وضرب جنبه يا نيزك أي جند هؤلاء لو لقيهم رجل ظريف اللسان سريع الدمعة (ثم رجع الحديث) إلى حديث الأولين * قالوا لما صدر الناس عن الموسم نفر أبو مسلم قبل أبى جعفر فتقدمه فأتاه كتاب بموت أبى العباس واستخلاف أبى جعفر فكتب أبو مسلم إلى أبى جعفر يعزيه بأمير المؤمنين ولم يهنئه بالخلافة ولم يقم حتى يلحقه ولم يرجع فغضب أبو جعفر فقال لأبي أيوب اكتب إليه كتابا غليظا فلما أتاه كتاب أبى جعفر كتب إليه يهنئه بالخلافة فقال يزيد بن أسيد السلمي لأبي جعفر انى أكره أن تجامعه في الطريق والناس جنده وهم له أطوع وله أهيب وليس معك أحد فأخذ برأيه فكان يتأخر ويتقدم أبو مسلم وأمر أبو جعفر أصحابه فقدموا فاجتمعوا جميعا وجمع سلاحهم فما كان في عسكره إلا ستة أذرع فمضى أبو مسلم إلى الأنبار ودعا عيسى بن موسى إلى أن يبايع له فأتى عيسى فقدم أبو جعفر فنزل الكوفة وأتاه أن عبد الله بن علي قد خلع فرجع إلى الأنبار فدعا أبا مسلم فعقد له وقال له سر إلى ابن علي فقال له أبو مسلم ان عبد الجبار بن عبد الرحمن وصالح بن الهيثم يعيبانني فاحبسهما فقال أبو جعفر عبد الجبار على شرطي وكان قبل على شرط أبى العباس وصالح بن الهيثم أخو أمير المؤمنين من الرضاعة فلم أكن لأحبسهما لظنك بهما قال أراهما آثر عندك منى فغضب أبو جعفر فقال أبو مسلم لم أرد كل هذا * قال على قال مسلم بن المغيرة كنت مع الحسن بن قحطبة بأرمينية فلما وجه أبو مسلم إلى الشأم كتب أبو جعفر إلى الحسن أن يوافيه ويسير
(١٢٨)