أبا جعفر لما عاتب أبا مسلم قال له فعلت وفعلت قال له أبو مسلم ليس يقال هذا لي بعد بلائي وما كان منى فقال يا ابن الخبيثة والله لو كانت أمة مكانك لأجزت ناحيتها إنما عملت ما عملت في دولتنا وبريحنا ولو كان ذلك إليك ما قطعت قتيلا ألست الكاتب إلى تبدأ بنفسك والكاتب إلى تخطب أمينة بنت على وتزعم أنك ابن سليط بن عبد الله بن عباس لقد ارتقيت لا أم لك مرتقى صعبا فأخذ أبو مسلم بيده يعركها ويقبلها ويعتذر إليه وقيل أن عثمان بن نهيك ضرب أبا مسلم أول ما ضرب ضربة خفيفة بالسيف فلم يزد على أن قطع حمائل سيفه فاعتقل بها أبو مسلم وضربه شبيب بن واج فقطع رجله واعتوره بقية أصحابه حتى قتلوه والمنصور يصيح بهم اضربوا قطع الله أيديكم وقد كان أبو مسلم قال فيما قيل عند أول ضربة أصابته يا أمير المؤمنين استبقني لعدوك قال لا أبقاني الله إذا وأي عدو لي أعدى منك وقيل إن عيسى بن موسى دخل بعد ما قتل أبو مسلم فقال يا أمير المؤمنين أين أبو مسلم فقال قد كان ههنا آنفا فقال عيسى يا أمير المؤمنين قد عرفت طاعته ونصيحته ورأى الامام إبراهيم كان فيه فقال يا أنوك والله ما أعلم في الأرض عدوا أعدى لك منه ها هو ذاك في البساط فقال عيسى إنا لله وإنا إليه راجعون وكان لعيسى رأى في أبى مسلم فقال له المنصور خلع الله قلبك وهل كان لكم ملك أو سلطان أو أمر أو نهى مع أبي مسلم ثم دعا أبو جعفر بجعفر بن حنظلة فدخل عليه فقال ما تقول في أبى مسلم فقال يا أمير المؤمنين إن كنت أخذت شعرة من رأسه فاقتل ثم اقتل ثم اقتل فقال المنصور وفقك الله ثم أمره بالقيام والنظر إلى أبى مسلم مقتولا فقال يا أمير المؤمنين عد من هذا اليوم لخلافتك ثم استؤذن لإسماعيل ابن علي فدخل فقال يا أمير المؤمنين إني رأيت في ليلتي هذه كأنك ذبحت كبشا وأتى توطأته برجلي فقال نامت عينك يا أبا الحسن قم فصدق رؤياك قد قتل الله الفاسق فقام إسماعيل إلى الموضع الذي فيه أبو مسلم فتوطأه ثم إن المنصور هم بقتل أبي إسحاق صاحب حرس أبى مسلم وقتل أبى نصر مالك وكان على شرط أبى مسلم فكلمه أبو الجهم فقال يا أمير المؤمنين جنده جندك امرتهم بطاعته فأطاعوه ودعا
(١٣٨)