استخلفه لما قدم على أبى العباس فأراد مقاتلا على البيعة فلم يجبه وتحصن منه فأقام عليه وحصره حتى استنزله من حصنه فقتله وسرح أبو جعفر لقتال عبد الله بن علي أبا مسلم فلما بلغ عبد الله إقبال أبى مسلم أقام بحران وقال أبو جعفر لأبي مسلم إنما هو أنا أو أنت فسار أبو مسلم نحن عبد الله بحران وقد جمع إليه الجنود والسلاح وخندق وجمع إليه الطعام والعلوفة وما يصلحه ومضى أبو مسلم سائرا من الأنبار ولم يتخلف منه من القواد أحد وبعث على مقدمته مالك ابن الهيثم الخزاعي وكان معه الحسن وحميد ابنا قحطبة وكان حميد قد فارق عبد الله بن علي وكان عبد الله أراد قتله وخرج معه أبو إسحاق وأخوه وأبو حميد وأخوه وجماعة من أهل خراسان وكان أبو مسلم استخلف على خراسان حيث شخص خالد بن إبراهيم أبا داود * قال الهيثم كان حصار عبد الله بن علي مقاتلا العكي أربعين ليلة فلما بلغه مسير أبى مسلم إليه وأنه لم يظهر بمقاتل وخشي أن يهجم عليه أبو مسلم أعطى العكي أمانا فخرج إليه فيمن كان معه وأقام معه أياما يسيرة ثم وجهه إلى عثمان بن عبد الاعلى بن سراقة الأزدي إلى الرقة ومعه ابناه وكتب إليه كتابا دفعه إلى العكي فلما قدموا على عثمان قتل العكي وحبس ابنيه فلما بلغه هزيمة عبد الله بن علي وأهل الشأم بنصيبين أخرجهما فضرب أعناقهما وكان عبد الله بن علي خشى ألا يناصحه أهل خراسان فقتل منهم نحوا من سبعة عشر ألفا أمر صاحب شرطه فقتلهم وكتب لحميد بن قحطبة كتابا ووجهه إلى حلب وعليها زفر بن عاصم وفى الكتاب إذا قدم عليك حميد بن قحطبة فاضرب عنقه فسار حميد حتى إذا كان ببعض الطريق فكر في كتابه وقال إن ذهابي بكتاب ولا أعلم ما فيه لغرر ففك الطومار فقرأه فلما رأى ما فيه دعا أناسا من خاصته فأخبرهم الخبر وأفشى إليهم أمره وشاورهم وقال من أراد منكم أن ينجو ويهرب فليسر معي فانى أريد أن آخذ طريق العراق وأخبرهم ما كتب به عبد الله بن علي في أمره وقال لهم من لم يرد منكم أن يحمل نفسه على السير فلا يفشين سرى وليذهب حيث أحب قال فاتبعه على ذلك ناس من أصحابه فأمر حميد بدوابه فأنعلت وأنعل أصحابه دوابهم وتأهموا
(١٢٤)