العمل بالقرآن لطرو مخصصات من السنة ومقيدات على عمومه ومطلقاته، ولما ورد من أحاديث ناهية عن تفسير القرآن بالرأي (1).
ومهما يكن من أمر فلم يقدر لهذا الاتجاه الجديد في الاستنباط والاجتهاد أن يبقى في ساحة الصراع الفكري واختفى تقريبا من مراكز الدراسات الفقهية المعاصرة المعروفة، ولم يعد يزاحم الاتجاه القائم في الاجتهاد لدى الشيعة في المراكز العلمية الشيعية القائمة.
هذا كله رغم ما نكن للعلماء الأخباريين من ناحية علمية واسلامية من احترام وتقدير عميقين، لما بذلوه من جهود ولما كانوا يتصفون به من إخلاص وتقوى، ويكفي أن يكون منهم الشيخ صاحب الحدائق والحر العاملي مؤلف " الوسائل " وغيرهم من رجال الفقه والحديث في مدرسة أهل البيت.
وبعد، فهذه دراسة سريعة لتأريخ فقه أهل البيت عليهم السلام منذ ظهور هذه المدرسة في المدينة المنورة حتى مدرسة كربلاء التي إليها ينتمي مؤلف هذا الكتاب القيم الفقيه الجليل السيد علي الطباطبائي، ويبقى علينا أن نتحدث عن مدرسة البحرين - المعاصرة لمدرسة أصفهان - ومدرسة النجف ومدرسة قم الحديثة، لتكتمل حلقات هذه الدراسة في تاريخ فقه أهل البيت عليهم السلام.
أسأل الله تعالى أن يوفقني لاكمال هذه الدراسة التاريخية في المستقبل القريب إن شاء الله إنه ولي التوفيق.
محمد مهدي الآصفي الأول من ذي القعدة الحرام 1411 ه قم المشرفة