استفتحوا على أنفسهم واستعجلوا العذاب وتقديم العقوبة كقوله تعالى " ويستعجلونك بالعذاب ولولا أجل مسمى لجاءهم العذاب وليأتينهم بغتة وهم لا يشعرون " " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " وقوله " سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع * من الله ذي المعارج " وكذلك قال الجهلة من الأمم السالفة كما قال قوم شعيب له " فأسقط علينا كسفا من السماء إن كنت من الصادقين " وقال هؤلاء " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " قال شعبة عن عبد الحميد صاحب الزيادي عن أنس بن مالك قال أبو جهل بن هشام قال " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " فنزلت " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " رواه البخاري عن أحمد ومحمد بن النضر كلاهما عن عبيد الله بن معاذ عن أبيه عن شعبة به وأحمد هذا هو أحمد بن النضر بن عبد الوهاب قاله الحاكم أبو أحمد والحاكم أبو عبد الله النيسابوري والله أعلم. وقال الأعمش عن رجل عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله " وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء أو ائتنا بعذاب أليم " قال هو النضر بن الحارث بن كلدة قال: فأنزل الله " سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين ليس له دافع " وكذا قال مجاهد وعطاء وسعيد بن جبير والسدي إنه النضر بن الحارث زاد عطاء فقال الله تعالى " وقالوا ربنا عجل لنا قطنا قبل يوم الحساب " وقال " ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة " وقال " سأل سائل بعذاب واقع * للكافرين " قال عطاء ولقد أنزل الله فيه بضع عشرة آية من كتاب الله عز وجل وقال ابن مردويه: حدثنا محمد بن إبراهيم حدثنا الحسن بن أحمد بن الليث حدثنا أبو غسان حدثنا أبو نميلة حدثنا الحسين عن ابن بريدة عن أبيه قال: رأيت عمرو بن العاص واقفا يوم أحد على فرس وهو يقول: اللهم إن كان ما يقول محمد حقا فاخسف بي وبفرسي. وقال قتادة في قوله " وإذ قالوا اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك " الآية.
قال: قال ذلك سفهة هذه الأمة وجهلتها فعاد الله بعائدته ورحمته على سفهة هذه الأمة وجهلتها وقوله تعالى " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " قال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا أبو حذيفة موسى بن مسعود حدثنا عكرمة بن عمار عن أبي زميل سماك الحنفي عن ابن عباس قال كان المشركون يطوفون بالبيت ويقولون لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك. فيقول النبي صلى الله عليه وسلم " قد قد " ويقولون: لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك إلا شريكا هو لك تملكه وما ملك. ويقولون غفرانك غفرانك فأنزل الله " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " الآية. قال ابن عباس كان فيهم أمانان النبي صلى الله عليه وسلم والاستغفار فذهب النبي صلى الله عليه وسلم وبقي الاستغفار. وقال ابن جرير حدثني الحارث حدثني عبد العزيز حدثنا أبو معشر عن يزيد بن رومان ومحمد بن قيس قالا: قالت قريش بعضها لبعض محمد أكرمه الله من بيننا " اللهم إن كان هذا هو الحق من عندك " الآية. فلما أمسوا ندموا على ما قالوا فقالوا غفرانك اللهم فأنزل الله " وما كان الله معذبهم " - إلى قوله - ولكن أكثرهم لا يعلمون " وقال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم " يقول ما كان الله ليعذب قوما وأنبياؤهم بين أظهرهم حتى يخرجهم ثم قال " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " يقول وفيهم من قد سبق له من الله الدخول في الايمان وهو الاستغفار يستغفرون يعني يصلون يعني بهذا أهل مكة وروى عن مجاهد وعكرمة وعطية العوفي وسعيد بن جبير والسدي نحو ذلك وقال الضحاك وأبو مالك " وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " يعني المؤمنين الذين كانوا بمكة وقال ابن أبي حاتم حدثنا أبي حدثنا عبد الغفار بن داود حدثنا النضر بن عدي قال:
قال ابن عباس إن الله جعل في هذه الأمة أمانين لا يزالون معصومين مجارين من قوارع العذاب ما داما بين أظهرهم فأمان قبضه الله إليه وأمان بقي فيكم قوله " وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون " وقال أبو صالح عبد الغفار حدثني بعض أصحابنا أن النضر بن عدي حدثه هذا الحديث عن مجاهد عن ابن عباس وروى ابن مردويه وابن جرير عن أبي موسى الأشعري نحوا من هذا وكذا روى عن قتادة وأبي العلاء النحوي المقرئ وقال الترمذي حدثنا سفيان بن وكيع حدثنا ابن نمير عن إسماعيل بن إبراهيم بن مهاجر عن