فآمنت به وصدقت فينادي مناد من السماء أن صدق عبدي فأفرشوه من الجنة وألبسوه من الجنة وافتحوا له بابا إلى الجنة - قال - فيأتيه من روحها وطيبها ويفسح له في قبره مد بصره ويأتيه رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح فيقول أبشر بالذي كنت يسرك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول له من أنت؟ فوجهك الوجه الذي يأتي بالخير فيقول أنا عملك الصالح فيقول رب أقم الساعة رب أقم الساعة حتى أرجع إلى أهلي ومالي - قال - وإن العبد الكافر إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبال من الآخرة نزل إليه ملائكة من السماء سود الوجوه معهم المسوح فجلسوا منه مد البصر ثم يجئ ملك الموت فيجلس عند رأسه فيقول أيتها النفس الخبيثة أخرجي إلى سخط من الله وغضب - قال - فتفرق في جسده فينتزعها كما ينتزع السفود من الصوف المبلول فيأخذها فإذا أخذها لم يدعوها في يده طرفة عين حتى يجعلوها في تلك المسوح فيخرج منها كأنتن ريح جيفة وجدت على وجه الأرض فيصعدون بها فلا يمرون بها على ملا من الملائكة إلا قالوا ما هذه الروح الخبيثة؟ فيقولون فلان ابن فلان بأقبح أسمائه التي كان يسمى بها في الدنيا حتى ينتهي بها إلى السماء الدنيا فيستفتح له فلا يفتح له - ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا تفتح لهم أبواب السماء ولا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط " فيقول الله اكتبوا كتابه في سجين في الأرض السفلى فتطرح روحه طرحا - ثم قرأ " ومن يشرك بالله فكأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوى به الريح في مكان سحيق " فتعاد روحه في جسده ويأتيه ملكان فيجلسانه ويقولان له من ربك؟ فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما دينك؟
فيقول هاه هاه لا أدري فيقولان له ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول هاه هاه لا أدري فينادي مناد من السماء أن كذب عبدي فأفرشوه من النار وافتحوا له بابا إلى النار فيتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره حتى تختلف فيه أضلاعه ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت توعد فيقول ومن أنت فوجهك الوجه يجئ بالشر فيقول أنا عملك الخبيث فيقول رب لا تقم الساعة ".
ورواه أبو داود من حديث الأعمش والنسائي وابن ماجة من حديث المنهال بن عمرو به وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الرزاق حدثنا معمر عن يونس بن حبيب عن المنهال بن عمرو عن زاذان عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى جنازة فذكر نحوه وفيه " فإذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض وكل ملك في السماء وفتحت أبواب السماء ليس من أهل باب إلا وهم يدعون الله عز وجل أن يعرج بروحه من قبلهم ". وفي آخره " ثم يقيض له أعمى أصم أبكم وفي يده مرزبة لو ضرب بها جبل لكان ترابا فيضربه ضربة فيصير ترابا ثم يعيده الله عز وجل كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شئ إلا الثقلين " قال البراء ثم يفتح له باب إلى النار ويمهد له من فرش النار وقال سفيان الثوري عن أبيه عن خيثمة عن البراء في قوله تعالى " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " قال عذاب القبر وقال المسعودي عن عبد الله بن مخارق عن أبيه عن عبد الله قال: إن المؤمن إذا مات أجلس في قبره فيقال له ما ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ فيثبته الله فيقول ربي الله وديني الاسلام ونبيي محمد صلى الله عليه وسلم وقرأ عبد الله " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة " وقال الامام عبد بن حميد رحمه الله في مسنده حدثنا يونس بن محمد حدثنا شيبان بن عبد الرحمن عن قتادة حدثنا أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن العبد إذا وضع في قبره وتولى عنه أصحابه وإنه ليسمع قرع نعالهم فيأتيه ملكان فيقعدانه فيقولان له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ قال فأما المؤمن فيقول أشهد أنه عبد الله ورسوله قال: فيقال له انظر إلى مقعدك من النار قد أبدلك الله به مقعدا من الجنة " قال النبي صلى الله عليه وسلم " فيراهما جميعا " قال قتادة وذكر لنا أنه يفسح له في قبره سبعون ذراعا ويملا عليه خضرا إلى يوم القيامة. رواه مسلم عن عبد بن حميد به وأخرجه النسائي من حديث يونس بن محمد المؤدب به وقال الإمام أحمد حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سأل جابر بن عبد الله عن فتاني القبر فقال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول " إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا أدخل المؤمن قبره وتولى عنه أصحابه جاءه ملك شديد الانتهار فيقول له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فأما المؤمن فيقول إنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبده