فيقول له الملك انظر إلى مقعدك الذي كان لك في النار قد أنجاك الله منه وأبدلك بمقعدك الذي ترى من النار مقعدك الذي ترى من الجنة فيراهما كليهما فيقول المؤمن دعوني أبشر أهلي فيقال له أسكن، وأما المنافق فيقعد إذا تولى عنه فيقال له ما كنت تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري أقول كما يقول الناس فيقال له لا دريت هذا مقعدك الذي كان لك في الجنة أبدلت مكانه مقعدك من النار " قال جابر فسمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول " يبعث كل عبد في القبر على ما مات المؤمن على إيمانه والمنافق على نفاقه " إسناده صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه.
وقال الإمام أحمد حدثنا أبو عامر حدثنا عباد بن راشد عن داود بن أبي هند عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم جنازة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يا أيها الناس إن هذه الأمة تبتلى في قبورها فإذا الانسان دفن وتفرق عنه أصحابه جاءه ملك في يده مطراق من حديد فأقعده فقال ما تقول في هذا الرجل؟ فإن كان مؤمنا قال أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله فيقول له صدقت ثم يفتح له بابا إلى النار فيقول كان هذا منزلك لو كفرت بربك فأما إذ آمنت فهذا منزلك فيفتح له بابا إلى الجنة فيريد أن ينهض إليه فيقول له أسكن ويفسح له في قبره وإن كان كافرا أو منافقا فيقول له ما تقول في هذا الرجل؟ فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فيقول لا دريت ولا تليت ولا اهتديت ثم يفتح له بابا إلى الجنة فيقول هذا منزلك لو آمنت بربك فأما إذ كفرت به فإن الله عز وجل أبدلك به هذا فيفتح له بابا إلى النار ثم يقمعه قمعة بالمطراق فيصيح صيحة يسمعها خلق الله عز وجل كلهم غير الثقلين فقال بعض القوم يا رسول الله ما أحد يقوم عليه ملك في يده مطراق إلا هيل عند ذلك فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت " " وهذا أيضا إسناد لا بأس به فإن عباد بن راشد التميمي روى له البخاري مقرونا ولكن ضعفه بعضهم وقال الإمام أحمد حدثنا حسين بن محمد عن ابن أبي ذئب عن محمد بن عمرو بن عطاء عن سعيد بن يسار عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إن الميت تحضره الملائكة فإذا كان الرجل الصالح قالوا اخرجي أيتها النفس الطيبة كانت في الجسد الطيب اخرجي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان قال فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقال فلان فيقولون مرحبا بالروح الطيبة كانت في الجسد الطيب ادخلي حميدة وأبشري بروح وريحان ورب غير غضبان - قال - فلا يزال يقال لها حتى ينتهي بها إلى السماء التي فيها الله عز وجل وإذا كان الرجل السوء قالوا اخرجي أيتها النفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث اخرجي ذميمة وأبشري بحميم وغساق وآخر من شكله أزواج فلا يزال يقال لها ذلك حتى تخرج ثم يعرج بها إلى السماء فيستفتح لها فيقال من هذا؟ فيقال فلان فيقال لا مرحبا بالنفس الخبيثة كانت في الجسد الخبيث ارجعي ذميمة فإنه لا تفتح لك أبواب السماء فيرسل من السماء ثم يصير إلى القبر فيجلس الرجل الصالح فيقال له - مثل ما قيل في الحديث الأول - ويجلس الرجل السوء فيقال له - مثل ما قيل له في الحديث الأول - " ورواه النسائي وابن ماجة من طريق ابن أبي ذئب بنحوه وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا خرجت روح العبد المؤمن تلقاها ملكان يصعدان بها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك - قال - ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز وجل فيقال انطلقوا به إلى آخر الاجل وإن الكافر إذا خرجت روحه - قال حماد - وذكر من نتنها وذكر مقتا ويقول أهل السماء روح خبيثة جاءت من قبل الأرض فيقال انطلقوا به إلى آخر الاجل - قال أبو هريرة - فرد رسول الله صلى الله عليه وسلم ريطة كانت عليه على أنفه هكذا.
وقال ابن حبان في صحيحه حدثنا عمر بن محمد الهمداني حدثنا زيد بن أحزم حدثنا معاذ بن هشام حدثني أبي عن قتادة عن قسام بن زهير عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إن المؤمن إذا قبض أتته ملائكة الرحمة بحريرة بيضاء فيقولون اخرجي إلى روح الله فتخرج كأطيب ريح مسك حتى إنه ليناوله بعضهم بعضا يشمونه حتى يأتوا به