والضحاك وعبد الرحمن بن زيد وقال شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس صواع الملك قال:
كان من فضة يشربون فيه وكان مثل المكوك وكان للعباس مثله في الجاهلية فوضعها في متاع بنيامين من حيث لا يشعر أحد ثم نادى مناد بينهم " أيتها العير إنكم لسارقون " فالتفتوا إلى المنادي وقالوا " ماذا تفقدون * قالوا نفقد صواع الملك " أي صاعه الذي يكيل به " ولمن جاء به حمل بعير " وهذا من باب الجعالة " وأنا به زعيم " وهذا من باب الضمان والكفالة.
قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين (73) قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين (74) قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين (75) فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم (76) لما اتهمهم أولئك الفتيان بالسرقة قال لهم إخوة يوسف " تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين " أي لقد تحققتم وعلمتم منذ عرفتمونا لانهم شاهدوا منهم سيرة حسنة أنا " ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين " أي ليست سجايانا تقتضي هذه الصفة فقال لهم الفتيان " فما جزاؤه " أي السارق إن كان فيكم " إن كنتم كاذبين " أي أي شئ يكون عقوبته إن وجدنا فيكم من أخذه؟ " وقالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين " وهكذا كانت شريعة إبراهيم عليه السلام أن السارق يدفع إلى المسروق منه وهذا هو الذي أراد يوسف عليه السلام ولهذا بدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه أي فتشها قبله تورية " ثم استخرجها من وعاء أخيه " فأخذه منهم بحكم اعترافهم والتزامهم الزاما لهم بما يعتقدونه ولهذا قال تعالى " كذلك كدنا ليوسف " وهذا من الكيد المحبوب المراد الذي يحبه الله ويرضاه لما فيه من الحكمة والمصلحة المطلوبة وقوله " ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك " أي لم يكن له أخذه في حكم ملك مصر قاله الضحاك وغيره وإنما قيض الله له أن التزم له إخوته بما التزموه وهو كان يعلم ذلك من شريعتهم ولهذا مدحهم الله تعالى فقال " نرفع درجات من نشاء " كما قال تعالى " يرفع الله الذين امنوا منكم " الآية " وفوق كل ذي علم عليم " قال الحسن البصري ليس عالم إلا فوقه عالم حتى ينتهي إلى الله عز وجل وكذا روى عبد الرزاق عن سفيان الثوري عن عبد الاعلى الثعلبي عن سعيد بن جبير قال كنا عند ابن عباس فحدث بحديث عجيب فتعجب رجل فقال: الحمد لله فوق كل ذي علم عليم فقال ابن عباس بئس ما قلت الله العلم فوق كل عالم وكذا روى سماك عن عكرمة عن ابن عباس " وفوق كل ذي علم عليم " قال يكون هذا أعلم من هذا وهذا أعلم من هذا والله فوق كل عالم وهكذا قال عكرمة وقال قتادة: وفوق كل ذي علم عليم حتى ينتهي العلم إلى الله منه بدئ وتعلمت العلماء وإليه يعود وفي قراءة عبد الله وفوق كل عالم عليم.
* قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل فأسرها يوسف في نفسه ولم يبدها لهم قال أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون (77) وقال إخوة يوسف لما رأوا الصواع قد أخرج من متاع بنيامين " إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل " يتنصلون إلى العزيز من التشبه به ويذكرون أن هذا فعل كما فعل أخ له من قبل يعنون به يوسف عليه السلام قال سعيد بن جبير عن قتادة كان يوسف عليه السلام قد سرق صنما لجده أبي أمه فكسره وقال محمد بن إسحاق عن عبه الله بن